تستعد تونس لخوض منافسات كأس العرب لكرة القدم 2025 بتشكيلة سيشارك أغلب قوامها في كأس الأمم الإفريقية الشهر المقبل، في فاصل زمني بين البطولتين لا يتجاوز عدة أيام، في مهمة تبدو شاقة بقيادة المدرب سامي الطرابلسي.

وعلى عكس أغلب منتخبات إفريقيا التي ستشارك في كأس العرب، اختار الطرابلسي نفس التشكيلة تقريباً لخوض البطولة التي ستنطلق غداً الاثنين بتنظيم من الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، وستنتهي في 18 من الشهر ذاته أي قبل ثلاثة أيام من بدء البطولة القارية الأبرز للمنتخبات.

وأبلغ الطرابلسي رويترز، في مقابلة جرت معه في مقر إقامة المنتخب في قمرت بالعاصمة تونس "جازفنا بالمشاركة في كأس العرب وكأس إفريقيا ليس للمشاركة فقط أطمح على المستوى الشخصي بالتتويج بلقب كأس العرب على أقل تقدير. الفوز من أكبر الأمنيات لكننا لسنا بمفردنا".

وتفتتح تونس مشوارها في كأس العرب بمواجهة سوريا غداً قبل مواجهة منتخبي فلسطين وقطر في المجموعة الأولى.

ويدخل (نسور قرطاج) البطولة وهم في حالة معنوية مرتفعة بعدما استقبلوا هدفاً من ركلة جزاء في التعادل 1-1 مع البرازيل في مباراة ودية أقيمت في ليل بفرنسا منتصف الشهر الحالي.

لكن أداء تونس أمام المنتخبات الكبيرة لا يعني بالضرورة نجاحها في التتويج. فبعد مسيرة بدت مخيبة للآمال في كأس العالم 2022 بالتعادل مع الدنمارك ثم الخسارة من أستراليا، اختتمت تونس مباريات المجموعة الرابعة بالفوز 1-صفر على فرنسا، التي خسرت النهائي أمام الأرجنتين.

ورد الطرابلسي على كيفية تجنب تكرار ذلك، قائلاً: "طريقة تعاملنا مع المباريات هي السبب الرئيسي... نتعامل مع أي منتخب له اسم رنان بتركيز كبير وانضباط في المقابل نتعامل بتساهل مع المنتخبات الأخرى فنصطدم بالواقع".

وأضاف موضحاً أنه طلب من الاتحاد التونسي خوض مباريات مع فرق كبيرة: "الحل يكمن في زيادة التنافس في المنتخب بتوسيع قائمة اللاعبين الذين يمكنهم اللعب بصفة أساسية، وهذا سيدفع الجميع لبذل مجهود أكبر لضمان مقعده في التشكيلة الأساسية".

كان الشارع التونسي يتوقع أن تنتهي مواجهة البرازيل بخسارة كبيرة، خاصة بعد التعادل 1-1 مع موريتانيا والفوز بصعوبة 3-2 على الأردن قبل مواجهة فريق المدرب كارلو أنشيلوتي.

وبعد غياب ثمانية لاعبين عن المباراة، إذ ذكرت تقارير محلية أنهم لم يحصلوا على تأشيرة دخول فرنسا، وهو ما نفاه الاتحاد التونسي، بدا أن الخسارة قادمة لا محالة.

لكن حازم المستوري منح تونس التقدم في الدقيقة 23 ليعكس سيطرة فريق المدرب الطرابلسي، قبل أن يسجل إستيفاو هدف التعادل من ركلة جزاء قرب الاستراحة.

وقال الطرابلسي: "منذ الإعلان عن المباراة كان الجميع يعتقد أن تونس تتوجه نحو معركة ستدمر المنتخب بالكامل. التخوف كان كبيراً، لكن كان لدينا الثقة الكاملة في إمكانات لاعبينا... لن أقول إننا كنا واثقين من الفوز، لكن الهزيمة لم تكن في أذهاننا".

وأضاف: "خففنا الضغوط على اللاعبين بالتأكيد أن مواجهة البرازيل لا تحدث كثيراً، خاصة وأنها المواجهة الثالثة بيننا".

ولم يخسر الطرابلسي (57 عاماً) سوى مرة واحدة في 11 مباراة مع تونس في ولايته الثانية، وكانت أمام المغرب الذي يستضيف كأس الأمم الإفريقية التي تنطلق 21 ديسمبر كانون الأول وتستمر حتى 18 يناير كانون الثاني 2026.

وإذا بلغت تونس الدور قبل النهائي، فإنها ستختتم كأس العرب قبل خمسة أيام فقط من افتتاح مشوارها في كأس الأمم.

وسيتعين على مدافع تونس السابق، الذي خسر نهائي نسخة 1996، بخبراته وسينقلها للاعبين للعبور من المجموعة الثالثة التي تضم نيجيريا وأوغندا وتنزانيا؛ سعياً لعدم الخروج من دور المجموعات للمرة الثانية توالياً.

وقال: "أعتبر نفسي أملك خبرة البطولة نوعاً ما، وأدرك أنها تشهد مفاجآت دائماً".

ويعتقد الطرابلسي أن فريقه سيستفيد من إقامة البطولة في المغرب الذي يملك مناخاً مشابهاً لتونس.

وأوضح: "كان هناك شكاوى في النسخ السابقة للبطولة بسبب الرطوبة وأرضية الملاعب، بالإضافة للظروف الصعبة في البلاد الإفريقية، لكن هذه النسخة ستقام في بلد سينظم كأس العالم (2030 مع إسبانيا والبرتغال)".

ويعمل الطرابلسي على ألا يكون المنتخب التونسي فريق اللاعب الواحد.

وقال: "كرة القدم تغيرت عن الماضي الذي كان فيها لاعب واحد يصنع الفارق بمفرده، لكن حالياً المجموعة بأكملها تأتي بالفوز".