أكد برونو فاريلا، حارس مرمى منتخب الرأس الأخضر ونادي الحزم السعودي، أن المنتخب السعودي يضم مجموعة من اللاعبين أصحاب الإمكانات العالية، مشيدًا بالمستوى الفني الذي يقدمه "الأخضر" في السنوات الأخيرة.
وفي الوقت ذاته، شدد فاريلا على أن منتخب بلاده لا يقل طموحًا، ويملك القدرة على الظهور بصورة قوية في الاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمتها منافسات كأس العالم 2026.
ووضعت قرعة كأس العالم المنتخب السعودي في المجموعة السادسة إلى جانب إسبانيا، والأوروغواي، والرأس الأخضر.
وقال فاريلا في تصريحات لـ "العربية": "كنت سعيداً للغاية بالقرعة، كنا في مكالمة فيديو مع زملائي في المنتخب الوطني والجميع سعداء لأننا سنتمكن من اللعب ضد فرق عظيمة، وسنكون بالتأكيد على أتم الاستعداد والحماس للتواجد في العرس العالمي.. نحن فخورون بالتأهل وأعلم أن الأمور ستسير على ما يرام".
وأضاف: "جميع الفرق في مجموعتنا صعبة، إسبانيا غنية عن التعريف فهي من أبرز المرشحين للفوز بكأس العالم، وأوروغواي ليست من ضمن المرشحين لكنها تضم لاعبين رائعين وعلى مستوى عالٍ جداً، وستنافس كما تفعل دائماً، فهذا جزء من هويتها وشعبها، ثم هناك السعودية التي تعد من أفضل المنتخبات في آسيا، وجميع المباريات صعبة، لكن ستتاح لنا الفرصة لإظهار قدراتنا الكروية".
وعن مدى حماسيته بمواجهة "الأخضر" كونه يلعب في الدوري السعودي، تابع: "كما ذكرت هو منتخب قوي، لديهم لاعبون رائعون يقودهم مدرب مميز، سنحاول مجاراتهم وهذا ما نسعى إليه دائماً، إضافةً إلى إظهار أسلوب لعبنا وكرة القدم الخاصة بنا".
وواصل: "نريد أن نكشف عن أسلوب لعبنا ورؤيتنا، وسنحظى بظروف جيدة للقيام بذلك، كون اللعب في إفريقيا ليس بالأمر السهل دائماً، أحياناً تكون الملاعب غير جيدة، وفي كثير من الأوقات نلعب على عشب صناعي جودته رديئة، والآن يمكننا اللعب في ملاعب جيدة بكأس العالم وعلى أرضيات جيدة أيضاً، ستتاح لنا هذه الفرصة وسنحاول أن نجعل الأمور صعبة على المنتخب السعودي، وستكون مواجهة رائعة".
وزاد فاريلا الذي قرر تمثيل المنتخب الإفريقي بعدما كان قد لعب للبرتغال: "عندما صدرت قرعة كأس العالم 2026، قال لي زملائي في الحزم إنهم سيفوزون على الرأس الأخضر، فأخبرتهم أن الأمر لن يكون كذلك لأننا نمتلك فريقاً جيداً، كان مجرد مزاح عادي ولا شيء أكثر من ذلك، لكن أود أن أقول إن السعودية لديها لاعب من طراز آخر وهو سالم الدوسري إنه رائع، ثم هناك البريكان ولاعب الوسط كنو.
سر نجاح الرأس الأخضر
وأكد الحارس أن أحد أسرار نجاح الرأس الأخضر في الوصول إلى كأس العالم جودة لاعبيه، إضافةً إلى المدرب الذي يعرف كيف يتعامل معهم وإدارة الفريق.
وأشار: "من الأمور الإيجابية أن اللاعبين الذين تعود أصولهم إلى الرأس الأخضر باتوا يفضلون تمثيل المنتخب الوطني، قبل بضعة سنوات كان أصحاب الجنسية المزدوجة يختارون اللعب للبرتغال، أو فرنسا، أو هولندا، أما الآن فهم يريدون الرأس الأخضر، وهذا سمح لنا ببناء فريق جيد ومجموعة أفضل".
تجربته في السعودية
وعن تجربته في الدوري السعودي الذي انتقل إليه في الصيف الماضي، أوضح: رائعة وإيجابية للغاية، بالنسبة إلى الحزم سعينا للتطور كفريق وأنا أيضاً على المستوى الفردي".
وتابع: "في البداية كان الأمر صعباً نظراً لاختلاف الثقافة ولأنه بلد جديد، لكنني الآن اعتدت على كل شيء وأشعر بالراحة، خاصة وأن الجميع رحبوا بي بحفاوة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال دائماً حاضر، وأعتقد أننا في الفريق نحقق نتائج جيدة، لكن لا يزال هناك مجال للتحسين، وسنحقق بالتأكيد نتائج أفضل".
وتطرق الحارس الذي مثل بنفيكا وأياكس وبلد الوليد إلى صعوبة المنافسة في الدوري السعودي نظراً للفوارق المالية الكبيرة بين الفرق.
وقال: "عندما نلعب ضد الفرق الكبيرة نلاحظ الفرق مقارنة بالأندية الأخرى، لأن الأندية الكبيرة تمتلك لاعبين رائعين وتستثمر في العديد من النجوم، لكن أعتقد أن الأصغر حجماً ستتمكن مستقبلاً من التعاقد مع لاعبين جيدين، لأنه من المستحيل منافسة الفرق ذات الميزانيات الكبيرة".
وأوضح: "خضنا بالفعل بعض المباريات ضد الفرق الأقوى مالياً، وهذا هو التحدي الأكبر في الدوري، لكن رغم هذه الاختلافات الكبيرة، علينا القيام بواجبنا والاستعداد للمباريات والمنافسة باستخدام الأدوات المتاحة لدينا".
وذكر فاريلا الذي نشأ في البرتغال أن الدوري السعودي يختلف عن نظيره البرتغالي على المستوى التكتيكي، وكذلك من ناحية شدة اللعب، وقال: لا أعتقد أن الفرق كبير، لا أعتقد أن الأمر يتعلق بالاحترافية، بل بثقافة البلد وكرة القدم، لديهم نفس الثقافة التكتيكية الموجودة في البرتغال، واللعبة هنا تتطور.
واستطرد حارس الحزم: "أنا هنا منذ 5 أشهر، لذا لا يزال من غير الممكن تقييم الكثير من الأمور، لكن ما أراه هو أن الجانب التكتيكي مختلف عن البرتغال، وهذا طبيعي، أما من حيث شدة اللعب فالفرق ليس كبيراً، هناك مباريات شديدة الحماس وأخرى أقل حماساً".
وأكد: "لكن أكثر ما أدهشني هو المستوى، لم أتوقع أن أرى هذا القدر من الجودة لدى اللاعبين السعوديين، حتى المحترفين من المغرب والجزائر أيضاً لم أكن أعلم أن لديهم كل هذه الجودة، لأنه عندما نكون في الخارج نعتقد أن الجودة والحماس أقل هنا، ولكن عندما تصل إلى هنا وترى أن هذا ليس الواقع، إنهم متطورون للغاية".