كشف الأمير فيصل بن تركي، الرئيس السابق لنادي النصر، عن رؤيته لأسباب تراجع أداء المنتخب السعودي خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن الخلل لا يقتصر على جانب واحد، بل يرتبط بعدة عوامل تتقدمها آلية الإعداد، واختيارات المدربين، وهيمنة اللاعبين الأجانب على المراكز الحساسة في الأندية.

وخلال حديثه لبرنامج «في المرمى» عبر قناة العربية، شدد الأمير فيصل على أن غياب الانسجام بين اللاعبين السعوديين يُعد أحد أبرز التحديات، في ظل قلة مشاركتهم أساسيين مع أنديتهم.

وأوضح رئيس النصر السابق أن زيادة عدد اللاعبين الأجانب أثرت بشكل مباشر على فرص اللاعب السعودي، خاصة في المراكز المهمة داخل الملعب، قائلًا: "فكرة اللاعبين الأجانب كانت ممتازة عندما كان العدد 6، أما الآن فهناك 8 أجانب مقابل 3 لاعبين سعوديين فقط في الخانات المؤثرة."

وأضاف أن أغلب اللاعبين السعوديين لا يشاركون بشكل أساسي، رغم أهمية وجود الأجانب من حيث رفع المستوى الفني، إلا أن التوازن بات مفقودًا.

ودعا الأمير فيصل بن تركي إلى ضرورة تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى 6 خلال السنوات المقبلة، معتبرًا أن ذلك سيمنح اللاعب السعودي مساحة أكبر للتطور والمشاركة، ويخدم المنتخب الوطني على المدى المتوسط والبعيد.

وتطرق الأمير فيصل إلى ملف رواتب اللاعبين، مؤكدًا أنها أصبحت أحد العوائق أمام احتراف السعوديين خارجياً، حيث قال: "لماذا يحترف اللاعب السعودي وهو يتقاضى 10 ملايين ريال محليًا؟ في فترتي أعلى لاعب كان يحصل على 7 ملايين، واليوم بعضهم يتقاضى 20 مليون ريال."

وأشار إلى أن الفارق المالي الكبير يقلل من طموح اللاعبين لخوض تجارب احترافية خارجية تصقل مستواهم.

وأكد الأمير فيصل دعمه لاستمرار اتحاد الكرة الحالي حتى نهاية فترته، موضحًا أنه لا يوجد متسع من الوقت لإجراء تغييرات إدارية في ظل اقتراب الاستحقاقات الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم.

وأشار إلى أن القرار النهائي يعود للمسؤولين، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية التفكير الاستراتيجي في مستقبل الكرة السعودية.

واستشهد الأمير فيصل بتجربته خلال رئاسته لنادي النصر، موضحًا أنه ركز بشكل كبير على الفئات السنية، وهو ما انعكس على نجاح الفريق في التتويج بالدوري خلال موسمي 2014 و2015.

وأوضح أن عددًا من نجوم الفريق في تلك الفترة كانوا من أبناء النادي، وهو ما يعكس أهمية الاستثمار في المواهب المحلية.