تخلص المنتخب الايطالي من ضيفه الدنماركي ووجه له ضربة شبه قاضية بعد الفوز عليه 3-1 اليوم الثلاثاء على ملعب "سان سيرو" في ميلانو ضمن منافسات المجموعة الثانية من تصفيات اوروبا المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، وذلك رغم اضطراره لاكمال اللقاء بعشرة لاعبين.
وواجه المنتخب الايطالي، وصيف بطل كأس اوروبا 2012، اصعب اختبار له حتى الان في مواجهة نظيره الدنماركي في ثاني مواجهة بين الطرفين في تصفيات المونديال بعد نسخة 1982 حين فازت ايطاليا في روما 2-صفر وخسرت في كوبنهاغن 1-3 دون ان يؤثر ذلك على تأهلها.
ويأمل الايطاليون ان يشكل تواجد الدنمارك في مجموعتهم فأل خير لانهم توجوا باللقب العالمي عام 1982 بعد ان جمعتهم التصفيات بالمنتخب الاسكندنافي الذي تواجهوا معه ايضا في تصفيات كأس اوروبا مرة واحدة في نسخة 2000 التي وصلوا الى مباراتها النهائية (خسروا بالهدف الذهبي امام فرنسا)، ففازوا عليه 2-1 خارج قواعدهم ثم خسروا امامه في ارضهم 1-3.
واسكت مدرب ايطاليا تشيزاري برانديلي منتقديه على الاداء المخيب الذي قدمه رجاله الجمعة امام ارمينيا رغم فوزهم (3-1)، من خلال الفوز على منتخب من طراز الدنمارك بطلة 1992 والتي اكتفت حتى الان بتعادلين امام تشيكيا (صفر-صفر) وبلغاريا (1-1). واكد "الازوري" الذي رفع رصيده الى 10 نقاط من اصل 12 ممكنة، تفوقه على نظيره الدنماركي الذي تجمد رصيده عند نقطتين فقط، اذ خرج اليوم فائزا امامه في ثمان من اصل 12 مواجهة يبنهما.
وسجل مهاجم مانشستر سيتي الانكليزي ماريو بالوتيلي عودته الى المنتخب الايطالي بعد ان غاب عن مباراة ارمينيا 3-1 لاصابته بالانفلونزا، وهو ابتعد عن صفوف المنتخب الايطالي منذ كأس اوروبا 2012 التي اقيمت في اوكرانيا وبولندا بعد ان اعلن انسحابه من المباراتين اللتين خاضهما منتخب بلاده امام بلغاريا (2-2) ومالطا (2-صفر) في التصفيات، وذلك بسبب خضوعه لعملية جراحية في عينيه واضطراره الى البقاء بعيدا عن الملاعب خلال شهر ايلول/سبتمبر.
ولعب بالوتيلي اساسيا في خط الهجوم الى جانب مهاجم روما بابلو اوسفالدو الذي كان سجل في مرمى ارمينيا الجمعة الماضي، فيما غاب الحارس القائد جانلويجي بوفون الذي يعاني من اصابة في حالبيه ولعب بدلا منه مورغان دي سانكتيس.
وكان المنتخب الدنماركي الافضل في بداية اللقاء حيث حصل على عدد من الفرص الخطيرة لكن الايطاليين وبواقعيتهم المعهودة تمكنوا من افتتاح التسجيل في الدقيقة 34 بكرة صاورخية اطلقها لاعب وسط ميلان الجديد ريكاردو مونتوليفو من خارج المنطقة الى شباك الحارس ستيفان اندرسن.
ولم يكد المنتخب الدنماركي يستفيق من صدمة الهدف حتى اهتزت شباكه مجددا بعد ثلاث دقائق بكرة رأسية من لاعب وسط روما دانييلي دي روسي بعد عرضية متقنة من صانع العاب يوفنتوس اندريا بيرلو في لقطة طبق الاصل عن هدف التقدم 2-1 على ارمينيا الجمعة الماضي لكن الكرة اتت من الجهة اليمنى هذه المرة عوضا عن اليسرى (37). وعاد الدنماركيون الى اجواء اللقاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الاول عندما لعب لارس ياكوبسن كرة عرضية من الجهة اليمنى فوصلت الى وليام كفيست الذي اطلقها "طائرة" من حدود المنطقة الى شباك دي سانكتيس.
ولم تكن الحال في بداية الشوط الثاني افضل من نهاية الاول بالنسبة للايطاليين اذ تعرضوا لضربة بعد ثوان فقط على صافرة البداية عندما رفع الحكم البطاقة الحمراء في وجه اوسفالدو لضربه بكوعه نيكولاي ستوكهولم. لكن "الازوري" تمكن ورغم النقص العددي من تسجيل هدفه الثالث في الدقيقة 54 عندما بيرلو كرة طولية لبالوتيلي المتوغل خلف الدفاع، فتمكن مهاجم مانشستر سيتي من السيطرة عليها وان يخرج في الوقت ذاته الحارس اندرسن من اللعبة فواصلت الكرة طريقها الى الشباك الخالية.
تعادل منطقي بين اسبانيا وفرنسا
انتزعت فرنسا تعادلا ثمينا من مضيفتها اسبانيا بطلة العالم واوروبا 1-1 في مباراة القمة على ملعب "فيسنتي كالديرون" ضمن منافسات المجموعة التاسعة من التصفيات الاوروبية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014. وسجل مدافع ريال مدريد سيرخيو راموس هدف اسبانيا (25)، واوليفييه جيرو (90+3) هدف فرنسا.
ودخل المنتخبان هذه المواجهة على طرفي نقيض، ففي الوقت الذي سحق في المنتخب الاسباني مضيفه البيلاروسي برباعية نظيفة يوم الجمعة الماضي في هذه التصفيات، كانت فرنسا تتعرض للخسارة على ارضها امام اليابان صفر-1 وديا. وكانت المباراة اعادة للقاء الفريقين في ربع نهائي نهائيات كأس اوروبا 2012 الصيف الماضي عندما فازت اسبانيا بهدفين نظيفين قبل ان تتوج باللقب لاحقا. وخاضت اسبانيا المباراة في غياب قطبي دفاعها كارليس بويول قائد الفريق الذي تعرض لكسر في ذراعه، وزميله في برشلونة جيرار بيكيه، فحل مكانهما سيرخيو راموس وسيرخيو بوسكيتس.
وارتأى مدرب المنتخب الاسباني فيسنتي دل بوسكي اللعب من دون راس حربة حقيقي كما فعل في النهائيات الاوروبية، فاشرك لاعب الوسط سيسك فابريغاس متقدما بعض الشيء. وكعادته، استحوذ المنتخب الاسباني على الكرة لفترات طويلة في حين كان المنتخب الفرنسي متفرجا. لكن لا روخا افتقد الى صانع العابه المتألق دافيد سيلفا بداعي الاصابة، فدخل مكانه سانتي كازورلا بعد مرور 10 دقائق.
وتمكن اصحاب الارض من افتتاح التسجيل اثر ركلة ركنية نفذها تشافي هرنانديز وسددها راموس اولا في القائم الايمن فتهيات امام فابريغاس الذي اطلقها قوية تصدى لها هوغو لوريس من دون السيطرة عليها فتهيات امام راموس مجددا ليتابعها في سقف الشبكة. وسنحت فرصة للمنتخب الفرنسي عندما انفرد كريم بنزيمة بالحاس ايكر كاسياس وسدد كرة زاحفة ابعدها الاخير ببراعة الى ركلة ركنية (32). وكان بوسع المنتخب الاسباني اضافة الهدف الثاني عندما احتسب له الحكم ركلة جزاء اثر مخانشة لوران كوسييلني لبدرو داخل المنطقة، لكن لوريس تصدى لمحاولة فابريغاس (42). وسجل المنتخب الفرنسي هدفا في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول لكن الحكم لم يحتسبه بداعي التسلل، لكن الاعادة اظهرت بان جيريمي مينيز لم يكن متسللا عندما تلقى تمريرة بنزيمة.
واظهر المنتخب الفرنسي وجها مختلفا في الشوط الثاني حيث كان الطرف الافضل وضغط على اصحاب الارض بفضل تحركات بنزيمة وريبيري الذكية لكن لاعبيه تميزوا بالتسرع امام المرمى ولم يتمكنوا بالتالي من ادراك التعادل الا في الثانية الاخيرة من الوقت بدل الضائع بفضل الاحتياطي اوليفييه جيرو بكرة رأسية بتمريرة عرضية من ريبيري.
السويد تعود من تأخر برباعية نظيفة وتجبر ألمانيا على التعادل
عاد المنتخب السويدي من بعيد جدا بعد ان حول تخلفه امام مضيفه الالماني برباعية نظيفة الى تعادل 4-4 اليوم الثلاثاء على الملعب الاولمبي في برلين قمة المجموعة الثالثة من التصفيات الاوروبية المؤهلة الى البرازيل 2014.
واعتقد الجميع ان المنتخب الالماني في طريقه لتحقيق فوزه الرابع على التوالي وبالتالي تمهيد الطريق امامه للوصول الى النهائيات للمرة الثامنة عشرة، بعد ان تقدم على ضيفه برباعية نظيفية، بينها هدفان لميروسلاف كلوزه الذي اصبح على بعد هدف كي يكون افضل هداف في تاريخ "مانشافت"، قبل ان ينجح المنتخب السويدي في تقليص الفارق في الشوط الثاني الى هدف واحد ثم خطف التعادل في الوقت بدل الضائع، ليتجنب تكرار مواجهته الاخيرة مع "مانشافت" على صعيد بطولة رسمية حين خسر امامه صفر-2 في الدور ثمن النهائي من مونديال 2006 (2-صفر) الذي احتضنه على ارضه.
ورفع المنتخب السويدي رصيده الى 7 نقاط من ثلاث مباريات، مقابل 10 نقاط للمنتخب الالماني لكن من اربع مباريات. وعاد الى تشكيلة المانيا الظهير فيليب لام الذي ترك شارة القائد في لقاء الجمعة امام ايرلندا (6-1) لزميله في بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر بسبب غيابه للايقاف. وضرب المنتخب الالماني باكرا وافتتح التسجيل منذ الدقيقة 8 عبر كلوزه الذي وصلته الكرة اثر عرضية من ماركو رويس فاطلقها بيسراه من مسافة قريبة في شباك الحارس اندرياس ايزاكسون.
ولم ينتظر مهاجم لاتسيو الايطالي حاليا وفيردر بريمن وبايرن ميونيخ سابقا طويلا ليسجل الهدف الثاني له ولمنتخبه بتسديدة اطلقها بيمناه من داخل المنطقة بعد تمريرة من رويس ايضا (15)، مسجلا هدفه السابع والستين بقميص "ناسيونال مانشافت" في 126 مباراة فاصبح على بعد هدف وحيد فقط من معادلة الرقم القياسي الذي يملكه "المدفعجي" غيرد مولر (68 في 62 مباراة فقط).
واكد كلوزه مجددا ورغم تقدمه بالعمر (34 عاما) انه هداف بالفطرة وهو يأمل ان يحافظ على غريزته التهديفية لعامين اخرين ما قد يسمح له الحصول على فرصة معادلة او تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد الاهداف المسجلة في نهائيات المونديال لانه اصبح في جنوب افريقيا 2010 على بعد هدف فقط من انجاز البرازيلي رونالدو (15 هدفا) وذلك بعد ان سجل اربعة اهداف في العرس الكروي الاول على الاراضي الافريقية، فاضافها الى الاهداف الخمسة التي سجلها في 2002 والخمسة الاخرى في 2006 وهو الامر الذي جعله اللاعب الوحيد الذي يسجل خمسة اهداف او اكثر في مونديالين على التوالي كما وضعه على المسافة ذاتها من مولر من حيث عدد الاهداف المسجلة في النهائيات مع "ناسيونال مانشافت".
ووجه المنتخب الالماني ضربة شبه قاضية لضيفه قبل نهاية الشوط الاول عندما اضاف المدافع بير ميرتيساكر الهدف الثالث في الدقيقة 39 بعد تمريرة رأسية من توماس مولر الذي كان ايضا صاحب تمريرة الهدف الرابع الذي سجله مسعود اوزيل في الدقيقة 55. وعاد المنتخب السويدي نسبيا الى اجواء اللقاء بتقليصه الفارق عبر نجم باريس سان جرمان الفرنسي زلاتان ابراهيموفيتش بكرة رأسية اثر عرضية من كيم كالشتروم (62)، ثم بدأ جمهور الملعب الاولمبي يشعر بالقلق بعد ان اصبح الفارق بين المنتخبين هدفين بسبب تسديدة ميكايل لوستيغ الذي وصلته الكرة من كالشتروم ايضا (64). ثم اشتعلت المواجهة في ربع الساعة الاخير حين تمكن يوهان الماندر من تقليص الفارق الى هدف واحد بعد عرضية من الكسندر كاسانيكليتش (76)، قبل يخطف راسموس ايلم هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.