بدأ الحديث همساً داخل أروقة أندية دوري روشن السعودي للمحترفين، حول تدعيم الصفوف في فترة الانتقالات الشتوية يناير المقبل، بعدما نجحت هذه الأندية في عملية "ميركاتو" صيفية تاريخية بإبرام صفقات نوعية مع عدد من نجوم اللعبة على مستوى العالم، الأمر الذي كان مردوده إيجابياً من النواحي الفنية والتسويقية على مستوى الأندية والدوري بصورة عامة.
ولعل المتابع لمنافسات "دوري روشن" للموسم الرياضي الجاري (2023-2024)، يلحظ مدى الحراك الكبير في المشهد الكروي السعودي، فضلاً عن المتابعة العالمية الإعلامية المُكثفة للدوري بعد استقطاب أبرز نجوم لعبة كرة القدم في العالم.
فالدوري السعودي للمحترفين، الذي بدأ في العام 2008، بمشاركة 12 فريقًا، ثم ارتفع عدد الفرق المتنافسة إلى 14 فريقًا في النسخة الثالثة، قبل أن يرتفع مجددًا إلى 16 ابتداءً من موسم 2018-2019 حتى نهاية الموسم الماضي تطور كثيراً، إذ يشارك هذا الموسم 18 فريقًا بعد إضافة نوعية ومهمة للمنافسة تُعد الأقوى محلياً، وتُعزز مكانة الدوري نحو مصاف أقوى الدوريات العالمية.
"دوري روشن" ينشط فيه الآن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أحد أهم الأساطير في تاريخ كرة القدم، وذلك بعدما فاز بكل شيء تقريبًا ويتصدر قائمة هدافي الدوري بعد مرور تسع جولات بـ 10 أهداف، والفرنسي كريم بنزيما أفضل لاعب في العالم العام الماضي، ومواطنه نغولو كانتي، والنجم الجزائري رياض محرز بطل إنجلترا وأوروبا الموسم الماضي، والبرازيليون يتقدمهم النجم نيمار وفابينيو وفيرمينو ومالكوم وتيليس، والصربي ميلينكوفيتش سافيتش والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والسنغاليون ميندي وكوليبالي وساديو ماني، وقائد ليفربول السابق هندرسون، والمغربي ياسين بونو، وغيرهم من اللاعبين، ولا يزال المجال مفتوحًا لانضمام العديد من الأسماء الأخرى.
هذه الأسماء اللامعة من النجوم، جعلت إدارات الأندية تطلق العنان لرغباتها في جلب المزيد من فئة اللاعبين "سوبر ستار" في الميركاتو الشتوي المقبل، وبدأت فعلياً في خطوات التفاوض مع أسماء ظهرت في السطح وأخرى ما زالت طي الكتمان، فسقف الطموح ارتفع لدى الأندية في اختيار نوعية وجودة اللاعبين، وهو ما يشير إلى أن هنالك لاعبين أجانب سيرحلون في يناير المقبل، ولاعبين آخرين كانوا مقيدين في كشوفات بعض الأندية وتم الاستغناء عنهم مؤقتاً بسبب الإصابة، ولكن اختلفت الآراء حول عودتهم من عدمها للكشوفات.
هنالك لاعبان أجنبيان مقيدان تحت "وقف التنفيذ" هما الكولومبي "ديفيد أوسبينا" والمصري "أحمد حجازي"، ويبدو أن موقف الحارس الكولومبي بإعادة قيده في كشوفات النصر خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، مرتبط بزيادة عدد اللاعبين الأجانب، فالحارس الكولومبي بات جاهزًا فنيًّا وبدنيًّا عقب تعافيه من الإصابة التي لحقت به في مرفقه، وأجرى على إثرها عمليتين جراحيتين، ولكنه ما زال ينتظر أن يحدد مستقبله مع العالمي خلال نافذة الانتقالات الشتوية.
غير أن مصادر أكدت أنه لا توجد زيادة للاعبين الأجانب المحترفين خلال الفترة الشتوية، ومن المرجح أن يكون في الموسم المقبل، الأمر الذي قد يُعقّد موقف اللاعب سواء بالاستغناء عنه أو قيده بدلًا من أحد الثمانية الأجانب المسجلين حاليًّا، ومنذ غيابه في يناير الماضي، حجز "نواف العقيدي" مقعد الحارس الأساسي مع النصر، ويأتي بدلًا منه وليد عبد الله ثم راغد النجا.
وعلى غرار "أوسبينا" يأتي دور مدافع الاتحاد المصري "أحمد حجازي" ووفقًا لمصادر، فإن إدارة العميد قررت بشكل نهائي إعادته لقائمة الفريق في يناير المقبل، بعد أن قام النادي برفع اسمه من القائمة في الموسم الجاري لعدم تعافيه من إصابة الرباط الصليبي في مايو الماضي.
وفي حال سمح الاتحاد السعودي لكرة القدم، برفع عدد المحترفين الأجانب إلى 10 بدلاً من 8 في يناير المقبل، فهو ما يتيح لأوسبينا وحجازي العودة لقائمة النصر والاتحاد تباعاً دون التفريط في أحد محترفين بالناديين
وانضم الكولومبي "ديفيد أوسبينا" لصفوف نادي النصر، في الصيف العام الماضي بعقد لمدة موسمين، فيما التحق المصري "أحمد حجازي" بصفوف الاتحاد في صيف 2020 وحمل شارة القيادة، وحقق مع الفريق لقبي الدوري وكأس السوبر المحلي، ويحظى بثقة كبيرة من البرتغالي "نونو سانتو" المدير الفني للعميد.
فهل يعود "أوسبينا وحجازي" لمنافسات دوري روشن في يناير ويكملان المشوار مع العالمي والعميد.. أم يحزمان حقائب الرحيل ؟ قطعاً الإجابة مرتبطة بزيادة عدد اللاعبين الأجانب المحترفين .. من عدمها.