اثار تعيين نجل الرئيس المصري المنتخب حديثاً محمد مرسي في وظيفة براتب مرتفع في شركة مملوكة للدولة اتهامات الخميس بالمحسوبية. وشبه ناشطون هذا التعيين بممارسات وقعت أثناء حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بينما نفى رئيس الشركة أن يكون نجل مرسي قد بدأ العمل في الشركة.
وقال وزير الطيران المصري وائل المعداوي إن تعيين عمر، نجل محمد مرسي الذي تخرج حديثا من الجامعة، في وظيفة مرموقة كانت على أساس الكفاءة، نافياً أي اتهامات بالمحسوبية، خصوصاً وأن مصر عانت بشدة من المحسوبية في ظل حكم مبارك، الذي كان يعتقد على نطاق واسع أنه كان يعد نجله ليخلفه في منصبه.
وقال المعداوي إن عمر محمد مرسي العياط الذي تخرج من الجامعة العام الماضي خضع للإجراءات الاعتيادية قبل التعاقد معه من قبل الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، حسب وكالة الأسوشيتد برس نقلا عن وكالة الشرق الأوسط.
وقال مسؤول بالمطار، رفض الكشف عن هويته، إن عمر، أحد أبناء الرئيس الخمسة، حصل على وظيفة أعلن عنها داخلياً في قسم يدفع راتباً شهرياً للمتعاقدين الجدد يبلغ عادة 5000 دولار.
وقال مسؤول آخر في الشركة إن الراتب المتوقع لن يزيد على 750 دولارا.
لكن هذا الراتب يظل مرتفعاً للغاية ولا يحصل عليه خريجو الجامعات الجدد في مصر، حيث يبدأ راتب الوظيفة الحكومية بنحو 75 دولاراً فقط.
وقالت مارينا رؤوف البالغة من العمر 23 عاماً التي تخرجت العام الماضي من الجامعة نفسها التي تخرج منها نجل الرئيس إنها ضحكت كثيراً عندما سمعت بالنبأ.
وقالت إن نجل مرسي حصل على عمل وهي مازالت بلا عمل، وإن هذا يجعلها تشعر بأن الأحلام محرمة في بلدها، لأنه مهما يحدث في هذه البلاد حتى مع انتخاب رئيس فإن الرئيس نفسه سيظل يجعل الأولوية لأولاده، وسيظل هناك دائماً حصة لأبناء المسؤولين.
غير أن رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية مجدي عبدالهادي أكد أن عمر مرسى لم يعمل حتى الآن بالشركة، وأن كل إجراءات تعيينه لم تكتمل بعد، واصفاً الحديث عن تعيينه بـ"عقد خاص" بعيداً عن الإجراءات والقواعد والمرتبات المعمول بها، بـ"الكاذب" لأنه "لم يتم تعيينه بشكل رسمي حتى الآن من أساسه".
ونفى عبدالهادي أن تكون الشركة قد بدأت في إعداد مكتب خاص لنجل الرئيس داخل الشركة كما ردد البعض، وقال إن إقحام السياسة في مثل هذه الموضوعات لا يفيد أحداً.
وأضاف أن ابن الرئيس دخل في اختبارات لوظيفة "عادية" كغيره من المتقدمين، ولن يحصل فيها، في حال عمله، على أي ميزة إضافية عن غيره من زملائه الباقين الذين أجروا الاختبارات وجانبهم التوفيق مثله، بحسب ما ذكرت الوكالة.
وعندما انتشر خبر أن ابن مرسي قد حصل على عمل يبدأ في مارس في الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، اتهم كثير من النشطاء مسؤولي الحكومة بمحاباة ابن الرئيس وقالوا إن هذا يشبه ممارسات حقبة مبارك.
وقال المعداوي إن إدارة الشركة وجدت أن عمر مرسي قد تقدم بطلب قبل شهرين في واحدة من 10 وظائف أعلن عنها داخلياً، مضيفاً أن عمر اتبع الاجراءات الاعتيادية للمتقدمين، وخضع لكل الاختبارات المطلوبة ويستكمل حالياً الوثائق.
وعبر المعداوي عن دهشته من الانتقادات في تعليقات نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، مضيفاً أنه يستحق الثناء لتقدمه بطلب لوظيفة عادية.
ونقلت الوكالة عن الوزير قوله إن هناك الكثير من الوظائف التي تدفع فيها رواتب أفضل في شركات وقطاعات أخرى، وكان بمقدور عمر مرسي أن يتقدم بطلب لها.
ورفض مسؤول رئاسي التعليق على الخبر، وقال إنه ليس من شأن الرئاسة التعليق على تعيين نجل الرئيس.
يشار إلى أن معدل البطالة في مصر يصل إلى نحو 13 في المائة، ولا يجد كثير من خريجي الجامعات وظائف.