كشف لؤي المسلم الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية عن عزم شركته تنفيذ مشاريع للمياه والصرف الصحي بـ 90 مليار ريال في 14 مدينة رئيسية في المملكة خلال العقد المقبل بعد توسع أعمال الشركة المسند إليها إدارة قطاع المياه. وقال إن المبلغ سيكون مصروفات رأسمالية وتشغيلية وستسهم في نمو القطاع وإيجاد فرص استثمارية ضخمة أمام القطاع الخاص.
وأوضح المسلم أن قطاعي المياه والصرف الصحي سيسلمان لشركات القطاع الخاص المختصة بالتشغيل والصيانة في المناطق الغربية والوسطى والشرقية, مشيرا إلى توقيع عقود لمشاريع بسبعة مليارات في الشهرين الماضيين وستطرح الشركة مشاريع أخرى بأربعة مليارات في الربع الأول من 2112.
من جهة أخرى، أبرمت شركة المياه الوطنية أمس، اتفاقية تزويد شركة سعودي تبريد - إحدى شركات مجموعة "مياهنا" – بنحو 36 ألف متر مكعب من المياه المعالجة يوميا لمدة 30 عاما بعائد مالي يبلغ نحو مليار ريال، حيث ستزود بهذه المياه مشروع جبل عمر في مكة المكرمة بغرض استخدامها في نظام تبريد المناطق.
وأوضح المسلّم الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية الذي وقع الاتفاقية مع الدكتور وليد عبد الرحمن رئيس مجلس إدارة شركة مياهنا، أن هذه النوعية من المياه تعد الخيار الأفضل لاستخدامها في المجالات الصناعية، والزراعية، والتجارية، وأنظمة التبريد المستخدمة على نطاقٍ واسعٍ في دول العالم المتقدمة، كما تعد المياه المعالجة أحد الخيارات المحبَّذة لدى الصناعيين، لإمكانية توفيرها بكمياتٍ كبيرةٍ للمستفيدين، وبأسعار منافسة تشكل مردوداً اقتصادياً إضافياً لهم.
وأشار المسلم إلى أن الاتفاقية التي تعد ضمن أكبر العقود الاستثمارية التي أبرمتها الشركة الوطنية في بيع المياه المعالجة، ستسهم بالمساعدة في عمليات إدارة الطلب على المياه، وذلك بالاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة في الاستخدامات غير الآدمية، والمساعدة في حماية البيئة من خلال التقليل من أضرار الصرف الصحي ومخلّفاته، إضافة إلى العائد الاقتصادي المتحقّق من استثمار تلك المياه لجميع الأطراف.
وكانت شركة المياه الوطنية قد نظمت أمس، "منتدى فرص التطوير والاستثمار في قطاعي المياه والمعالجة البيئية" في فندق هيلتون جدة بحضور عدد من الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في مجال الاستثمار والتطوير في قطاع المياه والمعالجة البيئية.
وأوضحت شركة المياه الوطنية أن المنتدى استعرض فرصاً تطويرية واستثمارية في قطاعي المياه والمعالجة البيئية والذي يأتي تجسيداً لمبدأ الشراكة الاستراتيجية مع الشركات المحلية والعالمية لنقل الخبرة وتوطينها، والمساهمة في تعزيز مسيرة البناء والتطوير، والإطلاع على الاتجاهات العالمية الحديثة في صناعة المياه والمعالجة البيئية، لإحداث النقلة النوعية على الخطوات المستقبلية في صناعة وإدارة الطلب على المياه محلياً وعالمياً.
وتحدث في المنتدى عدد من المتخصصين العالميين في قطاع المياه والمعالجة البيئية، حيث استعرض المتحدثون توطين الخبرات والتجارب في قطاعي المياه والصرف الصحي، إضافة إلى تخصيص القطاعين، وكذلك فرص التطوير والاستثمار لهذا القطاع الحيوي والتنموي.
وتحدث لؤي المسلّم عن تقييم الاستراتيجيات طويلة المدى للشركة من خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها في تدشين أعمال المنتدى. وأشار إلى أن المملكة تولي قطاع المياه والمعالجة البيئية اهتماما بالغ الأهمية مما جعلها الواجهة الأولى والخيار الأمثل في الاستثمار على مستوى الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن الشركات العالمية حريصة على الدخول في استثمارات مختلفة في المملكة، لما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم للمستثمرين المحليين والعالميين في جميع المجالات، إضافة إلى الاعتمادات المالية التي أقرتها الدولة لقطاع البنى التحتية في الميزانية العامة.