وجّه الأسطول الأميركي الخامس تحذيرا لإيران على خلفية تهديدات متجددة بإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط, وقال إن مثل هذا الإجراء لن يكون مقبولا ولن يسمح به.
ونقلت رويترز عن متحدث باسم الأسطول الذي يتخذ من البحرين قاعدة له إن الحركة الحرة للسلع والخدمات عبر مضيق هرمز ذات أهمية حيوية للرخاء الإقليمي والعالمي. وأضاف "كل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي, ولن نقبل بأي تعطيل".
كما وصفت الخارجية الأميركية في وقت سابق التهديد بأنه "أجوف نوعا ما", وأكدت أن الولايات المتحدة التي تجوب سفنها الحربية المنطقة ستدعم تدفق النفط بحرية. بدورها قالت وزارة الطاقة الأميركية إن مضيق هرمز هو "أهم نقطة عبور نفطية في العالم".
أما فرنسا فقد حثت إيران على الالتزام بالقانون الدولي والسماح بحرية الملاحة بمضيق هرمز, وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو للصحفيين "مضيق هرمز هو مضيق دولي ومن ثم فإن من حق كافة السفن بغض النظر عن جنسيتها العبور بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982 بشأن البحار والملاحة الدولية".
تصعيد إيراني
وقد صعدت إيران تهديداتها, وقالت اليوم الأربعاء مجددا على لسان قائد البحرية الإيرانية حبيب الله سياري إن إغلاق المضيق سيكون "أسهل من شربة ماء, إذا رأت طهران ضرورة لذلك".
العديد من ناقلات النفط العالمية تمر عبر مضيق هرمز (الأوروبية-أرشيف)
في الوقت نفسه, قال سياري الذي يقود مناورات عسكرية إيرانية في المنطقة تستغرق عشرة أيام، "لكن في الوقت الحالي لسنا في حاجة لإغلاقه لأن بحر عمان تحت سيطرتنا ونستطيع أن نسيطر على الممر".
وتقول رويترز إنه "لم يتضح على الفور ما الذي يعنيه سياري بالسيطرة على بحر عمان لكن البحرية الإيرانية تزيد من وجودها في المياه الدولية منذ عام 2010 من أجل عمليات مكافحة القرصنة وأيضا لاستعراض قوتها البحرية".
وكانت إيران قد حذرت أمس الثلاثاء على لسان محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس من أنها ستمنع مرور النفط عبر مضيق هرمز "إذا فُرضت عقوبات على صادراتها من النفط الخام" على خلفية الأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي.
وقد أدى الإعلان الإيراني إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية لكنها انخفضت اليوم الأربعاء في معاملات محدودة وبعد أن اعتبرت الأسواق التهديد "مجرد كلام أجوف", حسبما ذكرت رويترز. كما تعهدت السعودية بتعويض السوق العالمية من البترول، إذا أغلقت إيران المضيق.
وفي هذا السياق, قال مندوب إيران في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد علي خطيبي لرويترز إنه يتعين على الغرب أن يتراجع عن خططه لفرض عقوبات على النفط الإيراني "لأن هذه الخطوة ستضر السوق وتدفع طهران للرد بمنع مرور صادرات النفط من الدول الخليجية في أوبك عبر مضيق هرمز".
وقال أيضا "إذا فرضت العقوبات فستؤدي لوضع استثنائي ويمكن أن يحدث أي شيء حينئذ، وإذا أغلق مضيق هرمز فلن يتسنى تصدير أي نفط من منطقة الخليج وهذا وضع سيئ للجميع".
يذكر أن الاتحاد الأوروبي يهدد بتوسيع عقوباته على إيران بعد أن نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يعرب عن "قلق شديد" إزاء البرنامج النووي الإيراني.
ويعتزم وزراء خارجية الاتحاد بحث حظر محتمل على النفط الإيراني في اجتماعهم المقبل يوم 30 يناير/كانون الثاني المقبل.
يشار إلى أن نحو 40% من تجارة النفط تغادر منطقة الخليج من خلال هذا الممر المائي الإستراتيجي. وتقول رويترز نقلا عن محللين إيرانيين إن القيادة الإيرانية فشلت في الوصول إلى تسوية مع الغرب بشأن أنشطتها النووية، وتتوقع أن يضر ذلك بهيبتها بين مؤيديها في الداخل.
وقال محلل رفض كشف اسمه لرويترز "المسؤولون الإيرانيون يكشرون عن أنيابهم لمنع عملية عسكرية", مشيرا إلى أن إغلاق مضيق هرمز سيضر باقتصاد إيران وسيكون خطيرا جدا قبل الانتخابات البرلمانية التي تجرى في مارس/آذار المقبل.
يذكر أن معظم النفط الذي تنتجه السعودية والإمارات والكويت والعراق وكذلك أغلب الغاز المسال القطري يمر عبر مضيق هرمز.