اتهم الحشد الشعبي العراقي الاثنين التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بشن غارة ليل الأحد الاثنين استهدفت موقعا تابعا له على الحدود مع سوريا، ما تسبب في مصرع العشرات من عناصره. وبرغم إدانتها الغارة، أكدت بغداد أنها لا تنسق مع القطع العسكرية العراقية المنتشرة في سوريا.
نسبت قوات الحشد الشعبي العراقي يوم الاثنين إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن شن غارة جوية ليل الأحد الاثنين، على موقع لها في منطقة حدودية شرق سوريا، ما أدى إلى مقتل العشرات من عناصرها، اتهام نفاه التحالف، فيما قال مسؤول أمريكي إن واشنطن تعتقد أن الضربة "إسرائيلية".
وجاءت هذه التطورات بعيد ساعات على إعلان دمشق أن التحالف الدولي استهدف ليل الأحد أحد مواقعها العسكرية في بلدة الهري في محافظة دير الزور المحاذية للحدود العراقية، وهو ما نفاه التحالف الدولي والبنتاغون.
وفي واشنطن أعلن مسؤول أمريكي أن بلاده "لديها أسباب تدفعها للاعتقاد" بأن إسرائيل هي التي شنت الغارة. وقال "لدينا أسباب تدفعنا للاعتقاد بأنها ضربة إسرائيلية".
من جهتها،أصدرت الحكومة العراقية مساء الاثنين بيانا نأت فيه بنفسها عن القوات المستهدفة بالضربة، مؤكدة في الوقت نفسه إدانتها لها.
وقالت في بيان "إننا في الوقت الذي نأسف فيه لما حصل لقوات أمنية داخل الأراضي السورية بعد قصف مقرها الذي يقع جنوب البوكمال (منطقة الهري) وهو عبارة عن غابات وعمارات سكنية، حيث تبعد هذه القطعات1500 كلم عن الحدود العراقية داخل الأراضي السورية، نؤكد أننا لسنا على اتصال معهم ولم يكن هناك تنسيق بين قواتنا الأمنية وهذه القطعات".
وتابعت "قيادة العمليات المشتركة ترحب بأي جهود تقوم بها القطعات داخل الأراضي السورية من خلال تصديها لعصابات داعش الإرهابية وإبعاد الخطر عن الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، كما إننا ندين عملية الاعتداء على هذه القطعات".
البوكمال مقرا للحشد الشعبي!
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين "مقتل52 شخصا بينهم 30 مقاتلا عراقيا على الأقل و16من الجنسية السورية" بينهم عناصر من الجيش والمجموعات الموالية له. وأعلن أن الضربة هي "الأكثر دموية" ضد دمشق وحلفائها، دون أن يحدد هوية الطائرات التي نفذتها.
وفي وقت لاحق، أعلنت قيادة الحشد الشعبي في بيان أن "طائرة أمريكية ضربت مقرا ثابتا لقطعات الحشد الشعبي من لواءي45 46و المدافعة عن الشريط الحدودي مع سوريا بصاروخين مسيرين، ما أدى إلى استشهاد22 مقاتلا وإصابة12 بجروح".
ويتواجد عناصر الحشد الشعبي، بحسب نفس البيان، على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا منذ انتهاء العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ولغاية الآن "بعلم الحكومة السورية والعمليات المشتركة العراقية". ويتخذون مقرا شمال البوكمال.
كما يشارك مقاتلون عراقيون بعضهم من الحشد الشعبي منذ سنوات إلى جانب القوات الحكومية السورية ولعبوا دورا بارزا في المعارك ضد تنظيم الجهاديين في محافظة دير الزور.
وقال مصدر عسكري في دير الزور الاثنين إن الضربة الجوية طالت "مواقع مشتركة سورية عراقية" في منطقة الهري.
من جهة أخرى، أكد المكتب الاعلامي للتحالف الدولي في رسالة عبر البريد الإلكتروني أنه "لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة". وكتب المتحدث باسم التحالف شون رايان في تغريدة على تويتر "لم يشن التحالف غارات قرب البوكمال في غرب الفرات" مشددا على أن "التحالف وقوات سوريا الديمقراطية يركزون على هزيمة داعش في شرق الفرات".
كما صرح المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون "لم تشن الولايات المتحدة أو التحالف الضربة".
خط فض الاشتباك!
وتعتبر دير الزور مثالا على تعقيدات النزاع السوري، حيث تشهد المحافظة عمليات عسكرية لأطراف عدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما تحلق في أجوائها طائرات لقوى متنوعة تدعم العمليات العسكرية ضد الجهاديين.
فيما يسيطر مقاتلون موالون للنظام على بلدة الهري الواقعة جنوب خط فض الاشتباك الذي قررته موسكو وواشنطن تفاديا للتصعيد بين الطرفين والقوات المدعومة من قبلهما المنتشرة على طرفي نهر الفرات.
ولم يمنع هذا الخط الحوادث بين الطرفين.
وفي 24 أيار/مايو الماضي، قتل12 مسلحا مواليا للنظام، وفق حصيلة للمرصد، في ضربات جوية جنوب البوكمال. واتهمت دمشق التحالف الدولي بتنفيذها، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الأمريكية حينها.
ويسيطر الجيش السوري ومقاتلون من جنسيات إيرانية وعراقية وأفغان وعناصر من حزب الله اللبناني على الضفة الغربية للفرات الذي يقسم محافظة دير الزور الى جزأين. وتعرضت مواقع الجيش وحلفائه جنوب مدينة البوكمال خلال الأسابيع الماضية لهجمات عدة شنها التنظيم المتطرف انطلاقا من نقاط تحصنه في البادية.
ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديمقراطية )فصائل كردية وعربية) في معاركها ضد التنظيم المتطرف وتحاول طرده من آخر جيب يسيطر عليه شرق نهر الفرات.
وبالإضافة إلى الطائرات الروسية والسورية وتلك التابعة للتحالف، تشن القوات العراقية بين الحين والآخر ضربات جوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور.