دأبت هذه البلاد منذ عقود طويلة على الترحيب بضيوف الرحمن، الذين يقدمون كل عام من كل حدب وصوب لأداء مناسك الحج، والقيام بشرف خدمتهم وتهيئة الظروف والبيئة المناسبة لهم لأداء الفريضة في يسر وأمان.
وبهذه المناسبة كشفت دارة الملك عبدالعزيز عن مقال كُتب قبل 83 عامًا، يستعرض الاستعدادت الرسمية والشعبية لاستقبال الحجيج لموسم حج 1358هـ الموافق 1939م.
وسلط المقال المنشور في العدد (429) من جريدة "صوت الحجاز"، بتاريخ 25 شوال 1358هـ، استعداد هذه البلاد وأهلها لوفادة الحجاج منذ وقت مبكر.
وكان أهالي الحجاز والمسؤولون يتهيؤون ويستبشرون بخدمة ووفادة الحجاج، "سواء مَن كان منهم له علاقة بخدمة الحجاج والسهر على راحتهم كطوائف المطوفين وغيرهم، أو ممن لا ترتبط علاقاتهم بهذه الناحية، فالجميع سواء في مسؤولية إكرام وفادة الحجاج برغبة خالصة ومحبة أكيدة ونزعة نفسية مطلقة بالنظر لشرف الغرض الذي نزح الحجاج من بلادهم من أجله، وتلبيةَ للنزعة الفطرية الكامنة في نفوس جميع الأهلين على مختلف طبقاتهم نحو محبة إخوانهم المسلمين، وعلى الأخص النازحون من ديارهم الذين يقصدون هذه البلاد وينسلكون في زمرة أهلها مدة من الزمن، وهي مدة إقامتهم وتنقلهم بين مختلف أجزاء هذه البلاد المقدسة".
