بدأت قوات إسرائيلية الانسحاب من بعض المناطق في قطاع غزة اليوم (الجمعة)، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، وعاد بعض السكان لأحياء مدمرة رغم عدم تيقنهم من سلامة تلك الخطوة بعد عامين من الحرب.
حذر الجيش الفلسطينيين من العودة لبيت حانون أو بيت لاهيا أو الشجاعية
وقال إسماعيل زايدة (40 عاماً) في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة: "الحمد لله بيتنا لسه واقف ... لكن المكان كله دمار، البيوت في الحي تبعنا مدمرة، مربعات سكنية كاملة كلها راحت".
وأضاف: "طيب هل انتهت؟ هم بيقولوا خلصت، لكن ليش ما حداً فيهم بيطلع يقولنا إذا الهدنة دخلت حيز التنفيذ ولا لأ مشان نبطل خايفين".
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي.
وأضاف الجيش: "منذ الساعة 12:00، بدأت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بالتمركز على طول خطوط الانتشار المُحدثة استعداداً لاتفاق وقف إطلاق النار وعودة الرهائن".
ونقلت وكالة "رويترز" أن بعض القوات الإسرائيلية انسحبت من المنطقة الشرقية لمدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة وهي منطقة قريبة من الحدود، لكنّ دوي قصف بالدبابات سُمع في المنطقة.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، فكّك بعض الجنود الإسرائيليين مواقعهم واتجهوا شرقاً نحو الحدود الإسرائيلية، لكن قوات أخرى بقيت في المنطقة بعد سماع دوي أعيرة نارية في الساعات الأولى من صباح اليوم.
إسرائيل تستبدل أسماء 11 أسيراً فلسطينياً في اللحظة الأخيرة
كما انسحبت قوات إسرائيلية من طريق يمتد من ساحل البحر المتوسط إلى داخل مدينة غزة، حيث تجمع المئات على أمل العودة إلى المدينة التي تعرضت لحملة عسكرية إسرائيلية على مدى الشهر المنقضي. وقال سكان لـ"رويترز" إن إطلاق نار قرب المكان دفع الكثيرين للتردد في التقدم ولم يحاول سوى عدد قليل منهم العبور سيراً على الأقدام.
وقال مهدي سقلة (40 عاماً) إن بمجرد سماعهم لأنباء الهدنة ووقف إطلاق النار استعدوا للعودة لمدينة غزة، حتى وإن كانت منازلهم قد تدمرت، وعبر عن سعادتهم بالعودة للمكان الذي كانت فيه منازلهم بعد عامين من المعاناة والنزوح المستمر.
أما فرق إنقاذ في مدينة غزة فقد بدأت مهمات في المناطق التي لم يتمكنوا من الوصول إليها من قبل. وقال مسعفون إن 10 جثث على الأقل تم انتشالها من تحت أنقاض نجمت عن غارات سابقة.
ورغم هذه الانسحابات حذر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، من أن عدداً من مناطق القطاع ما زال "في غاية الخطورة"، وحذر السكان من الاقتراب من مناطق بيت حانون وبيت لاهيا والشجاعية في الشمال، ومن معبر رفح ومحور فيلادلفيا ومناطق تمركز القوات في خان يونس في جنوب القطاع.
من جهة أخرى، وفي ضوء حالة الإرباك التي تسود الأوساط الإسرائيلية حول الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم إنه سيتم الإفراج عن 11 سجيناً من حركة حماس بدلاً من 11 سجيناً تابعين لحركة فتح في إطار اتفاق غزة.
وأضافت الإذاعة أنه حدث تغيير "في اللحظة الأخيرة" في الأشخاص الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت على اتفاق وقف إطلاق النار في وقت متأخر ليلة أمس، بما يمهد الطريق لوقف الأعمال القتالية في قطاع غزة خلال 24 ساعة، ولإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك خلال 72 ساعة بعد ذلك.
وتنص المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض أكبر المناطق الحضرية في القطاع، لكنها ستظل رغم ذلك تسيطر على نحو نصف مساحة القطاع.
وبمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستدخل شاحنات تحمل أغذية وأدوية إلى القطاع لإغاثة السكان الذين يعيش مئات الآلاف منهم في خيام، بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية منازلهم وأحالت مدناً بأكملها إلى ركام.































