close menu

أمريكا تضرب منشآت إيران النووية.. وطهران تتوعد بالرد

استهدف الهجوم ثلاثة مواقع رئيسية
طائرات أمريكية ألقت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو
طائرات أمريكية ألقت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم (الأحد)، إن بلاده سحبت القنبلة النووية من يد إيران، في إشارة إلى نجاح الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على المواقع النووية الرئيسية في إيران.

وهاجم ترامب، أعضاء الكونغرس الذين ينتقدون هجوم أمريكا على إيران، مضيفاً "حققنا إنجازاً مذهلاً في إيران الليلة الماضية".

وأعلن ترامب فجر اليوم، أن الولايات المتحدة نفذت هجمات مكثفة على المواقع النووية الرئيسية في إيران، محذرًا طهران من تداعيات وخيمة إذا لم توافق على إحلال السلام، وجاء هذا التطور في اليوم العاشر من المواجهة بين إيران وإسرائيل.

وأكد ترامب أن منشآت تخصيب اليورانيوم النووية في طهران "دُمرت بالكامل" عقب سلسلة من الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع رئيسية هي: فوردو، ونطنز، وأصفهان.

فيما أكد قائد هيئة الأركان المشتركة،الجنرال دان كين، أن العملية نُفذت بسرية تامة، ولم يكن على علم بها سوى عدد محدود من المسؤولين في واشنطن مشيراً إلى أن 7 قاذفات شبحية أقلعت من الولايات المتحدة، وأجرت عمليات إعادة تزوّد بالوقود جواً أثناء توجهها نحو الأجواء الإيرانية، بينما سبقتها غواصات أمريكية متمركزة ضمن نطاق عمليات القيادة المركزية، والتي أطلقت أكثر من 12 صاروخاً استهدف منشآت في أصفهان.

وأوضح كين، أنه مع اقتراب القاذفات من منشآت فوردو ونطنز النووية، استخدمت طائرات الحماية أسلحة عالية السرعة بشكل استباقي، ليتبعها إطلاق القاذفة الرئيسية قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 على موقع فوردو، فيما استهدفت القاذفات الأخرى عدة مواقع بإجمالي 14 قنبلة من نفس النوع.

وأضاف أن العملية شاركت فيها قاذفات استراتيجية، ومقاتلات من الجيل الرابع، إضافة إلى عشرات طائرات التزود بالوقود وطائرات الاستطلاع، إلى جانب مئات من أفراد الدعم الفني وأطقم الصيانة، في واحدة من أعقد العمليات الجوية من حيث التنسيق والتخفي.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن هذا الهجوم، الأمريكي غير المسبوق ستكون له "تداعيات دائمة"، مؤكدًا أن طهران تحتفظ بـ"كل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها". ووصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الهجمات بأنها "لن توقف" الأنشطة النووية الإيرانية.

بدورها، أعلنت إدارة الأزمات في محافظة قم الإيرانية، أن جزءاً من موقع فوردو النووي تعرض لهجوم بضربات جوية، كما تم تسجيل هجمات قرب موقعي أصفهان ونطنز النوويين.

يشار إلى أن منشأة فوردو تقع قرب مدينة قم على عمق نحو 90 متراً تحت سطح الأرض، حيث جرى بناؤها خصيصاً ليصعب تدميرها عن طريق القصف الجوي.

رد إيراني بقصف إسرائيل

في رد سريع على الضربات الأمريكية، أطلقت طهران صباح الأحد دفعتين من الصواريخ نحو إسرائيل؛ ما أدى إلى إصابة 11 شخصًا على الأقل، بحسب خدمات الإسعاف الإسرائيلية، وإلحاق أضرار كبيرة في وسط البلاد. وقد دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، وسُمعت انفجارات قوية. وعرضت قنوات التلفزيون الإسرائيلية مشاهد للأضرار الواسعة التي لحقت بالعديد من المناطق.

تحذيرات أمريكية وتنسيق مع إسرائيل

في خطاب مقتضب، أوضح الرئيس ترامب، محاطًا بنائبه جاي دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، أن "منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران دُمرت بشكل تام وكامل. على إيران، المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن". وأضاف: "إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير".

وقد هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس الأمريكي على الهجوم، مؤكدًا أنه نُفذ "بالتنسيق الكامل" مع إسرائيل، واصفًا القرار بأنه "سيغير التاريخ".

البنتاغون: دمرنا القدرات النووية الإيرانية

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة "دمرت الإمكانات النووية الإيرانية"، مؤكدة أن أي رد إيراني سيواجه بقوة أمريكية "شديدة".

وأوضح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في مؤتمر صحافي، أن المواقع النووية الإيرانية كانت "معروفة" لدى واشنطن، وأن العملية العسكرية أظهرت "قوة" الولايات المتحدة للعالم.

وكشف أن خطة قصف إيران أُعدت "على مدى شهور وأسابيع لتكون جاهزة عندما يأمر الرئيس"، وأن العملية أُطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل". وشارك في العملية أكثر من 125 طائرة أمريكية وعشرات من "الأجهزة الذكية"، مضيفا أن القوات الأمريكية تظل في حالة تأهب قصوى ومستعدة لأي رد إيراني.

وأضاف أن الرئيس ترامب "يريد السلام وعلى إيران أن تسلك هذا المسار"، مشدداً على أن أمريكا "لا تسعى للحرب"، لكنها "ستتحرك بقوة عندما تتعرض مصالحنا للخطر".

وأشار إلى وجود "رسائل نوجهها للإيرانيين علناً وفي السر لنعطيهم فرصة للتفاوض بهدف تمكين السلام"، مشددا على أن ترامب "لا يريد حرباً مفتوحة أو مطولة"، وأن "إيران لديها الخيار الآن... حان الوقت للعودة إلى السلام".

الوكالة الذرية الدولية: لا ارتفاع في مستوى الإشعاعات

أعلنت الوكالة الذرية الدولية أنها لم تتلق أي بلاغ عن "ارتفاع في مستوى الإشعاعات" بعد الضربات، كما أكد المركز الوطني لنظام السلامة النووية الإيرانية، وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية عدم رصد أي "علامات تلوث"، أو "آثار إشعاعية" في المواقع المستهدفة، أو في دول الخليج الأخرى.

يُذكر أن ترامب كان قد منح إيران مهلة أسبوعين لتجنب أي ضربات أمريكية، لكنه قرر الدخول في الحرب إلى جانب حليفته إسرائيل، بناءً على تأكيدات إسرائيلية بأن إيران على بُعد "أسابيع" أو "أشهر" من امتلاك سلاح نووي.

في أعقاب الهجوم، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي ورفعت مستوى التأهب، بينما أعلنت السلطات القضائية الإيرانية إعدام رجل مدان بالتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات