صراع أواخر الصيف، أو مناوشات مبكرة على اللقب، أو منافسة بين فريقين من الأكثر إنفاقا - أيا كان الوصف، فلا شك في أن المباراة المرتقبة بين ليفربول وأرسنال يوم الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم قد تشكل ملامح المنافسة لأشهر عديدة مقبلة.
لا يزال الخريف بعيدا، وسيكون أمام الفريقين 35 مباراة أخرى بالدوري بعد المواجهة المرتقبة في أنفيلد، لكن فرصة تحقيق تفوق نفسي مبكر على أحد المرشحين الرئيسيين على اللقب ستكون في مقدمة اهتمامات أرنه سلوت مدرب ليفربول وميكل أرتيتا مدرب أرسنال.
وحقق كل من الفريقين الفوز في مباراتيه الأوليين بالموسم، لكن الطريقة التي تحققت بها تلك الانتصارات تجعل لقاء الأحد أكثر إثارة للاهتمام.
وسجل ليفربول سبعة أهداف في المباراتين، لكن البداية كانت متباينة وبدا الفريق مفتقدا للتماسك الدفاعي على غير العادة إذ استقبلت شباكه أربعة أهداف.
وتألق أوجو إيكيتيكي بشكل كبير وسجل في الفوز 4-2 على بورنموث والفوز المثير 3-2 الذي حالف فيه الحظ ليفربول أمام نيوكاسل يوم الاثنين.
لكن فلوريان فيرتز، الذي ضمه الفريق بقيمة 116 مليون جنيه إسترليني (157 مليون دولار)، لا يزال يتأقلم مع السرعة واللياقة البدنية العالية في الدوري الممتاز، بينما يعانى الظهير الأيسر الجديد ميلوش كركيز.
وعلى النقيض من ذلك، بدا أرسنال متماسكا في الدفاع، وتمتع بشباك نظيفة مرتين، كما تألق خط هجومه الجديد بقيادة فيكتور يوكريش في الفوز الساحق 5-صفر على ليدز يونايتد.
وكان افتقار أرسنال لقوة هجومية كبيرة قد جرى اعتباره سببا لاكتفاء الفريق بإحراز المركز الثاني بعد صراع ثنائي مع ليفربول على لقب الدوري، وتم استثمار جزء كبير من إنفاق بلغ 250 مليون جنيه استرليني في الصيف لمعالجة هذا الأمر.
ومنح التعاقد مع الدولي السويدي يوكريش بالإضافة إلى الصفقة الجريئة التي أُبرمت الأسبوع الماضي لضم لاعب كريستال بالاس إبريتشي إيزي، المدرب أرتيتا عددا كافيا من الخيارات الهجومية.
وكان هذا كافيا لدرجة أن إصابات بوكايو ساكا وكاي هافرتس ومارتن أوديجارد، التي كانت لتثير حالة من التشاؤم والإحباط، لم تبدُ محبطة حتى قبل المباراة المقررة في أنفيلد الذي لم يشهد أي خسارة لليفربول في الدوري منذ عام تقريبا.
وسجل يوكريش ثنائية في الفوز على ليدز، وسيسعى لإثبات جدارته أمام دفاع ليفربول الذي بدا مفككا أمام عشرة لاعبين من نيوكاسل.
وقال روي كين قائد مانشستر يونايتد السابق والمحلل لدى شبكة سكاي سبورتس عند تقييمه للاعب سبورتنج السابق الذي كلف أرسنال 55 مليون جنيه إسترليني: "إنه مهاجم من الطراز القديم، بالطريقة التي يركض بها".
وأضاف: "ليس من الجميل النظر لطريقته. ولكن في نهاية الموسم، أراهن على أنه سيسجل لنا 20 هدفا".
وانتهت كل من مباراتي أرسنال وليفربول في الدوري في الموسم الماضي بالتعادل 2-2، كانت الأولى على ملعب الإمارات في أكتوبر تشرين الأول عندما تقدم أرسنال مرتين، والثانية في مايو أيار عندما شكل لاعبو أرسنال ممرا شرفيا للفائزين باللقب في أنفيلد.
ولا شك أن ذلك سيؤثر على أرسنال، رغم أن الموسم لا يزال في بدايته، إلا أن التقدم المبكر في سباق اللقب قد يكون حاسما لآمالهم في إنهاء الموسم في الصدارة للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين.
أما توتنهام هوتسبير، الفريق الوحيد الآخر الذي فاز في مباراتيه الأوليين، فسيسعى للحفاظ على بدايته المثالية تحت قيادة مدربه الجديد توماس فرانك عندما يستضيف بورنموث يوم السبت.
ويحل مانشستر سيتي، الذي خسر على ملعبه 2-صفر أمام توتنهام، ضيفا على برايتون آند هوف ألبيون يوم الأحد، بينما يواجه تشيلسي منافسه المحلي فولهام على ملعب ستامفورد بريدج يوم السبت.
ولم يمر على بداية الموسم سوى أقل من ثلاثة أسابيع، لكن محنة مانشستر يونايتد شكلت بالفعل حدثا أساسيا.
ولم يحقق يونايتد أي فوز حتى الآن في الدوري وتعرض لهزيمة مذلة في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام فريق الدرجة الرابعة جريمسبي تاون أمس الأربعاء، وتصاعد الضغط بشكل هائل على المدرب روبن أموريم لتحقيق نتيجة إيجابية أمام بيرنلي يوم السبت.
