رغم صعوبتها ودقتها وحاجتها إلى مزيد من الصبر، لا يزال قطاع من الشباب السعودي يتمسك بصناعة الأبواب النجدية تلك الحرفة التقليدية التي تعود إلى أكثر من 300 عام، وتعد بمثابة رمز للعراقة والتراث والإبداع، علاوة على كونها بمثابة خزانة للذاكرة والثقافة العريقة المحفورة على الخشب.
حرفة قديمة وصعبة جدا لكنها ممتعة وشيقة ومفعمة بالإبداع
وتصنع الأبواب النجدية التي تتميز بها منطقة نجد من خشب الأثل بعد تركه لنحو 4 أعوام حتى يفرغ أي مياه موجودة به، وتتميز تلك الأبواب بمقاومتها للظروف المناخية، وهي أيضا بمثابة عناوين للعائلات تحكي الكثير عن تاريخها ومكانتها الاجتماعية، حيث يجري حفر الرموز المختلفة على تلك الأبواب.
وفي سبيل إحياء تلك الحرفة التقليدية العريقة، يقوم المعهد النجدي للفنون التقليدية "ورث"، بإعداد ورش تدريبية عن هذه الحرفة العريقة.
من داخل المعهد، قال الشاب الحرفي المتدرب سعود البدراني لـ"أخبار 24"، إن حرفة الأبواب النجدية قديمة وكانت صعبة في السابق لاعتمادها على أدوات قديمة مثل العواكير والمخارط وغيرهما من الأدوات التي تكون عبارة عن مسمار من الصلب مثبت بخشبة ويتم النقش به.
وأضاف أن تلك الحرفة أصبحت أسهل الآن بعد دخول الأدوات الحديثة إليها، مشيرا إلى أن الأبواب النجدية كانت ترمز للمكانة الاجتماعية للعائلات من شكلها ونقوشها وطريقة صناعتها، فكلما كانت العائلة ذات مكانة عالية كان الباب أكثر في النقوش والألوان.
وأشار إلى أنه من أشهر الأبواب النجدية أبواب نقش الدرعية مثل عنقود العنب وهي من لونين فقط الأحمر والأسود، وأبواب نقش القصيم وتتميز بالمثلثات والمربعات والألوان الكثيرة.
من جانبه قال المدرب عبد العزيز الفريدي (27 عاما) إن حرفة الأبواب النجدية تقليدية ومتعبة جدا وتأخذ وقتا طويلا لكنها جميلة في نفس الوقت، مبينا أنه ما زال البعض يستخدم الطرق التقليدية والأدوات التقليدية مثل المبرد والمخرط وكذلك الألوان الطبيعية في صناعتها، وتأخذ صناعة الباب الواحد شهرا كاملا، ويتم نقش الرموز التاريخية عليها.
وفي حديثه لـ"أخبار 24"، أضاف أن هناك 11 نوعا من الأبواب، منها باب الشارع وباب القهوة وهو مدخل للضيوف وكان يتميز بكثرة نقوشه وزخارفه، إذ إنه كان بمثابة مصدر للتفاخر وإظهار المكانة الاجتماعية.
ولفت إلى أن أسرار العائلة قديما كانت تعرف من كثرة النقوش على بابهم والألوان المستخدمة وكذلك النقوش التي على الأبواب وهي أيضا بمثابة تراث وثقافة، مشيرا إلى أن صناعة الأبواب النجدية هي مصدر دخله الأساسي وليس لديه أي وظيفة غيرها، إذ إنه كلما كان العمل يدويا وبالطريقة التقليدية زاد سعره.
وأكد الفريدي أن إطلاق عام الحرف اليدوية في 2025 ساهم بشكل كبير وأحدث تغيرا جذريا في الوعي بالحرف اليدوية وأهميتها وكذلك في تسليط الضوء على من يعملون بتلك الحرف.































