انطلق فريق "أخبار 24" في عصر يوم من أيام الرياض، إلى مقر المعهد الملكي للفنون التقليدية "ورث" الذي يتوسط العاصمة، حال وصولنا كانت المعامل تضج بأصوات الحرفيين وآلاتهم، حرفيين وفنيين في برامج يشرف عليها المركز جاءت انعكاسا لدوره في الحفاظ على الحرف من الاندثار.
العمارة التقليدية في المملكة، أظهرت تميزا واسعا في حفظ التراث الشعبي
سمي عام 2025 بعام الحرف اليدوية، وقد جاء ذلك اهتماما بعشرات الحرف التي شكلت جزءًا لا يتجزأ من حياة السعوديين، فكانت الحرفة أسلوب حياة، ومهنة متوارثة، وقصة إنسانية لا تخلو من الصبر والكثير من الشغف.
ومن تلك الحرف حرفة البناء بالطين والعمارة، حيث استخدم سكان نجد قديما اللبن والطين في بناء منازلهم، في مشهد يجسد تطويع المادة لخدمة الإنسان ورفاهيته بأدوات بسيطة من الثقافة التقليدية.
ويقول أحمد علي الشاب خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إن قصته مع هذا المجال بدأت عندما كان طالبا، حيث لاحظ فقدان كنز عظيم في العمارة التقليدية لا يتوفر في المعاصرة؛ وأن الأخيرة عبارة عن أشكال خاوية من الروح لا تجسد الهوية والثقافة الخاصة بمناطقنا وتقاليدنا، عدا افتقادها للخصائص الموائمة للظروف البيئية المحيطة بنا كدرجة الحرارة، وتأثيرات الرياح.
ويلفت أحمد في حديثه لـ"أخبار 24"، أن العمارة التقليدية في المملكة، أظهرت تميزا واسعا في حفظ التراث الشعبي للمناطق وأن كل منطقة ومجتمع معين لديهم أسلوب في البناء والتصميم. مضيفاً أنه قرر الالتحاق بالمعهد منذ أن كان طالبا على مقاعد الدراسة، وذلك في برنامج" البناء بالطين" سعيا منه لاسترجاع ما كان يعمل به في الماضي وتطبيقه في العمارة المعاصرة.
ويقول إنه في تنفيذ المباني الطينية كان يشاركهم حرفيون على قدر عال من المهارة ورثوا المهنة من آباءهم وأجدادهم، مثل الحرفي عبدالعزيز الحايطي والحرفي ماجد النحيت.
ويرى أحمد أن ما يميز العمارة التقليدية هو أن الحرفي كان يصمم وينفذ، على عكس ما هو معمول به الآن فهناك مصمم يخطط، وآخر يتولى عملية الإنشاء والبناء، الأمر الذي أعطى قدامى البنائين فرصة استكشاف المجالين وتوزيع خبرتهم فيها.
وفي الجانب الآخر من موقع التصوير، كانت الفنانة أثير الشعلان منهمكة في تنفيذ عمل فني، زرناها وتحدثنا معها عما تقوم به، وقالت إن جزءا من عملها في برنامج البناء التقليدي هو تنفيذ لوحة جدارية معاصرة، فبدأت برسم نقوش تعود لمختلف مناطق المملكة ودول أخرى كالقط العسيري والفنون الشمالية، وزهرة اللوتس، مستخدمين الرمل في البناء على 7 طبقات بدون مواد صناعية مضافة.
تسجيل الدخول
أضف تعليقك































