بين أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، كان للصدفة موعد مع صوت صغير يتردد صداه بشغف كبير وسط زحام القراء والباحثين عن كنوز المعرفة، إنها الطفلة جود العنزي، قارئة صغيرة تحمل في عينيها بريق الإدراك المبكر لمتعة القراءة.
جولة "أخبار 24" في المعرض لم تكن مجرد رصد للفعاليات، بل كانت محاولة للغوص في تجارب القراء؛ لمعرفة كيف تتشكل علاقتهم بالكلمة في زمن التكنولوجيا.
جود، التي لم تُخفِ حماسها، فتحت قلبها لتحكي عن رحلتها الخاصة مع الكتب. سؤال تفضيلها الكتب الورقية أم النسخ الإلكترونية كان مفتاحه، فأجابت دون تردد: "أفضّل الكتب الورقية بلا شك."
لم يكن تفضيلها مجرد ميل عابر، بل هو ارتباط عميق بالجوهر. تشرح جود سر هذا العشق للأوراق قائلة: "أحبها لأنها تسمح لي أن أستمتع وأذهب بخيالي أبعد ما يمكن. في رحلة بين صفحات الورق". بالنسبة لها، الكتاب المطبوع ليس مجرد نصوص، بل بوابة زمنية ومساحة للسفر بلا قيود.
ولكل قارئ طقوس، وطفلة بمثل وعي "جود" تدرك تماماً قيمة الطقس في اكتمال المتعة، وفي هذا قالت الصغيرة إنها تحب الهدوء التام، ففي حضرة الصمت فقط يمكنها أن "تسافر عبر الزمن" برفقة الحروف، مُطلقةً لخيالها العنان ليرسم المشاهد والشخصيات.
حبّها للقراءة ليس عاطفياً فحسب، بل هو ذهني أيضاً، حيث اعتادت جود تلخيص ما تقرأه وتدوين ملاحظاتها لإثراء معرفتها وتجربتها القرائية، فعندما تقرأ "كيف حالي اليوم" -وهو كتاب يلهم القارئ للكتابة ويربط بين الكتابة والتحكم بالمشاعر- تقوم جود بتدوين العبارات واللطائف التي أعجبتها.































