دخل أخصائي طب الطوارئ مطر العتيبي مجال الإسعاف بالصدفة، بعد أن استلهم شغفه من حديث صديق له يعمل في المجال، حيث تأثر بالجانب الإنساني والفرق الذي يصنعه المسعف في حياة الآخرين؛ ما دفعه لتغيير اهتماماته واختيار هذا المسار المهني.
وقال العتيبي في حديثه لـ"أخبار 24"، إن تجربته الأولى في الميدان كانت مليئة بالمشاعر المختلطة؛ إذ واجه حالات حرجة يكون فيها التدخل السريع والدقيق سببًا في إنقاذ حياة شخص، مبينًا أن الخطأ في مثل هذه المواقف قد يكون مكلفًا جدًا، بينما يمكن للتصرف الصحيح أن يُحدث فرقًا كبيرًا.
ومن أبرز المواقف التي لا تزال راسخة في ذاكرته، مباشرته لحادث انقلاب سيارة لعائلة مكونة من سبعة أفراد، حيث وجدهم متفرقين خارج السيارة، وقد توفيت الزوجة في الموقع، وأثناء تفقده للأطفال، طلبت منه إحدى البنات، التي لم تتجاوز السادسة، أن يستر والدتها المتوفاة، في موقف وصفه بأنه من أكثر اللحظات التي أثرت فيه.
وللتعامل مع الأثر النفسي المصاحب لهذه الحالات، أشار العتيبي إلى وجود برنامج تأهيلي ونصائح نفسية تُقدم للمسعفين، تساعدهم على تجاوز الصدمات والتخفيف من تأثيرها على المدى الطويل.
ولم تخلُ مهامه من مواقف محرجة، من بينها مباشرة حادث وفاة في وقت مبكر من الصباح، حيث طلب من أحد المتواجدين مساعدته في تغطية الجثمان، لكنه تفاجأ بعدم الاستجابة، ليتضح لاحقًا أن ذلك الشخص كان شقيق المتوفى.
واختتم العتيبي حديثه بالتأكيد على أهمية معرفة الإسعافات الأولية، خاصة لدى من يعيشون مع مرضى أو مقعدين، مشيرًا إلى أنها مهارة أساسية قد تُحدث فرقًا كبيرًا في اللحظات الحرجة.































