كشفت الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة وكندا المشرف على دول أمريكا الجنوبية د. تهاني البيز، أن الحضور السعودي المتنامي في جامعات النخبة الأمريكية يُعدّ من أبرز مخرجات هذه المرحلة الجديدة من الابتعاث، مبينة أن عدد الطلاب السعوديين الدارسين بالجامعات الأمريكية يتجاوز 14 ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات.

وأشارت إلى أن الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة، التي تأسست عام 1951م، تطورت من الإشراف على أعداد محدودة من الطلبة إلى أن أصبحت في فترات قريبة تدير أكبر حركة ابتعاث سعودية، لتكون الجسر الرئيس بين الجامعات الأمريكية والجهات التعليمية والبحثية في المملكة.

وأكدت البيز أن هذه المنجزات تأتي امتدادًا لعلاقات سعودية – أمريكية تمتد لأكثر من 8 عقود من التعاون والتفاهم المشترك، منذ اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن والرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1945، حيث تشكّلت شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، لافتةً إلى أن التعاون التعليمي والبحثي يُعد اليوم أحد أعمدة هذه الشراكة.

وأضافت أن التعاون المؤسسي بين الجامعات السعودية والأمريكية يشمل حاليًا نحو 89 اتفاقية ومذكرة تعاون وبرنامجًا تنفيذيًا وعقود خدمات، إضافةً إلى ما يزيد على 100 عقد تدريب طبي للزمالة والتخصص الدقيق وُقّعت خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، بينها 38 عقدًا خلال النصف الأول من عام 2025، وجميعها تحت إشراف الملحقية الثقافية، بما يضمن استدامة فرص التدريب النوعي ويربطها مباشرة باحتياجات القطاعات الوطنية في المملكة.

وأوضحت أن القطاع الصحي يعدّ من أكثر المسارات استفادةً من هذه المرحلة الجديدة للابتعاث، مبينةً أن إجمالي أعداد الأطباء والممارسين الصحيين السعوديين المبتعثين والخريجين في الولايات المتحدة وكندا خلال المدة من 2020 إلى 2025 بلغ نحو 8 آلاف طبيب ومبتعث، منهم نحو 6 آلاف في الولايات المتحدة و1984 في كندا.

وتابعت أن زيارة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، تحمل في طياتها رسائل ثقة، وتفتح آفاقًا واسعة للتعاون في مختلف المجالات، وعلى رأسها التعليم، وتمثل الزيارة فرصة تاريخية للبناء على إرث 8 عقود من العلاقات السعودية الأمريكية، وترسيخ الشراكة القائمة على المصالح المتبادلة وتعظيم فرص النمو المستدام، وتؤكد الملحقية الثقافية من خلال هذه الزيارة حرصها على التواصل الفعّال مع شركائها.

وشددت الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة وكندا على أن الزيارة فرصة استراتيجية للملحقية لتعميق التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الأمريكية، والاستثمار في مستقبل التعليم السعودي بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة في تعزيز حضور المملكة التعليمي والثقافي، وتوثيق روابط التعاون الأكاديمي بين المملكة والولايات المتحدة، حيث تعمل الملحقية على تسخير جميع الإمكانات لضمان تحقيق أفضل المخرجات التعليمية والثقافية المرافقة للزيارة.

وأبانت أن المملكة تحتل اليوم المركز الثاني في عدد الطلبة الدوليين في مرحلة البكالوريوس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذي يحتل المرتبة الأولى بين أفضل الجامعات العالمية في تصنيف "QS"، إلى جانب انتشار الطلبة السعوديين في جامعات مرموقة مثل هارفارد، وستانفورد، وكاليفورنيا في بركلي، وبرنستون، وجون هوبكنز وغيرها من أفضل الجامعات عالميًّا.

وأشارت الملحق الثقافي السعودي إلى أن هذا التمركز في مؤسسات تعليمية وبحثية رائدة ينقل الابتعاث من التوسع العددي إلى الابتعاث النوعي الذي يركز على الجامعات القائدة للمعرفة والابتكار، ويسهم في إعداد كوادر وطنية قادرة على خدمة مستهدفات رؤية المملكة 2030 في مختلف القطاعات.

وتواصل المملكة تعزيز استثمارها في رأس المال البشري بمختلف التخصصات، عبر استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في 7 مارس 2022، التي دشّنت مرحلة جديدة من الابتعاث النوعي؛ إذ تضاعفت أعداد المبتعثين السعوديين في مساري الروّاد والتميّز إلى نخبة الجامعات العالمية.