أعلنت هيئة المتاحف عن استعدادها لافتتاح متحف البحر الأحمر يوم السبت 6 ديسمبر 2025، في قلب جدة التاريخية، أحد المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
وسيكون المتحف صرحًا ثقافيًا ومعرفيًا ووجهة عالمية تُجسّد رؤية المملكة في صون الإرث الثقافي والطبيعي للبحر الأحمر، وتعزز حضوره العالمي عبر معارض وبرامج تُعرِّف بقيمه الإنسانية وتاريخه الممتد، وبناء اقتصادٍ ثقافي يُثري المعرفة ويعزّز التنمية في منطقة جدة التاريخية.
ويقع المتحف داخل مبنى باب البنط التاريخي عند التقاء البرّ بالبحر، ويقدم تجربة ثقافية شاملة بمعايير عالمية، تجمع بين التقنيات المعاصرة والممارسات البحثية وحفظ المقتنيات، ويُعزّزها التعاون مع مؤسسات محلية وعالمية، كما يُتيح لزوّاره مسارات تفاعلية تعمّق الفهم للبحر الأحمر بوصفه فضاءً للتبادل المعرفي والفني والاجتماعي، مع محتوى تعليمي للفئات العمرية المختلفة.
وتضم المعارض الدائمة في المتحف أكثر من ألف قطعة أثرية وفنية تُعرض من خلال 7محاور في 23 قاعة، تُقدَّم بأسلوب معاصر يدمج السرد التاريخي بالتجربة التفاعلية، ويربط بين الإنسان والبحر عبر الزمن، كاشفةً عمق العلاقة التي جمعت المجتمعات على ضفاف البحر الأحمر وأسهمت في تطوّر حضاراتها وثقافاتها المتنوعة.
ويستعرض المتحف في محاوره تاريخ مبنى باب البنط وتحولاته، وأصول البحر الأحمر ودلالاته الثقافية، وأدوات الملاحة والخرائط التي استخدمها البحّارة والمسافرون، مرورًا بتنوعه البيئي وثراء مجتمعاته الساحلية، وصولًا إلى التجارة البحرية ورحلات الحج، والأعمال الفنية التي عكست حضارات المنطقة وجعلت من البحر الأحمر مصدرًا للإبداع والتبادل الثقافي، كما يحتضن مجموعة واسعة من القطع الأثرية والمقتنيات التاريخية النادرة.
من جانبه، أكد وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة المتاحف الأمير بدر بن فرحان، أن متحف البحر الأحمر يجسّد التزام المملكة في صون وحفظ تراثنا الوطني، وفق رؤية المملكة 2030، وبناء بنية ثقافية تعزّز جودة الحياة من خلال الثقافة والفنون والتعليم، وتمكين المبدعين.