أطلقت وزارة الصناعة والثروة المعدنية المنافسة على رخص الكشف في ثلاثة أحزمة متمعدنة تغطي مساحتها الإجمالية 13 ألف كيلومتر مربع، وتزخر بمعادن استراتيجية تشمل الذهب والفضة والنحاس والزنك والنيكل.

وتستند هذه المناطق إلى قاعدة معلومات فنية ثرية نتيجة أعمال الاستكشاف السابقة، إلى جانب مخرجات برنامج المسح الجيولوجي العام الذي يغطي الدرع العربي بالمسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية، وذلك في إطار جهودها لتسريع استكشاف الثروات المعدنية في المملكة، التي تُقدَّر قيمتها بنحو 9.4 تريليون ريال.

صممت منافسات رخص الكشف التعدينية لهذا العام لتكون مؤتمتة بالكامل ومرتكزة على الشفافية وتكافؤ الفرص بين المستثمرين؛ إذ تنقسم المنافسات إلى ثلاث مراحل رئيسة: مرحلة "التأهيل المسبق"، التي تُغلق في منتصف ديسمبر من العام الجاري، وتشترط توافر الكفاءة الفنية والملاءة المالية، تليها مرحلة "اختيار المواقع" عبر منصة المنافسات الإلكترونية، التي تتيح للشركات المؤهلة انتقاء المواقع المستهدفة، ثم مرحلة "المزاد العلني متعدد الجولات" التي تتنافس خلالها الشركات على حجم الإنفاق على الاستكشاف في المواقع التي تشهد إقبالًا مرتفعًا، والمقرر عقدها خلال الربع الأول من العام القادم.

وتشمل هذه الأحزمة التي تقع في خمس مناطق، هي: "المدينة المنورة، ومكة المكرمة، والرياض، والقصيم، وحائل"؛ مواقعَ استكشاف تعديني تُعد امتدادًا للمواقع المطروحة في المنافسة السابقة، من أبرزها حزام نبيطة/الدويحي "دحلة شباب" الذي يضم منجم الدويحي، بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 180 ألف أوقية من الذهب سنويًّا، كما يشمل حزام صخيبرة/الصفراء، أحد أهم الأحزمة المتمعدنة الحاوية لخامات الذهب والنحاس والفضة والزنك والنيكل، الذي خضع لعددٍ كبير من الدراسات الاستكشافية على مدى العقود الماضية من قبل هيئة المساحة الجيولوجية السعودية.

وتتضمن هذه الأحزمة عددًا من المشاريع المتقدمة، من بينها منجم الصخيبرات الذي تصل تقديراته إلى 729 ألف أوقية من الذهب، ومنجم بلغة الذي يتجاوز إنتاجه 50 ألف أوقية من الذهب سنويًّا، إضافة إلى حزام النقرة الذي يحتضن رواسب مهمة من الذهب ورواسب الكبريتيدات البركانية (VMS).

وتنتهي فترة تقديم طلبات التأهيل المسبق للمنافسة على رخص الكشف في المواقع المطروحة في 15 ديسمبر 2025، كما جرى توفير جميع البيانات الجيولوجية والفنية ذات الصلة على منصة "تعدين" الرقمية، ومن ذلك المعلومات الجيولوجية والتقارير الفنية للرخص السابقة في هذه المواقع، إضافة إلى بيانات المسوحات الجيولوجية؛ وذلك لتمكين المستثمرين من اتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة.

وفي هذا الصدد، أوضحت الوزارة أن توفير جميع البيانات الجيولوجية والفنية المتعلقة بالأحزمة المستهدفة على منصة "تعدين"؛ يهدف إلى ضمان العدالة بين جميع المتنافسين، وتعزيز الشفافية والكفاءة في عمليات الاستكشاف، متوقعةً أن تُسهم هذه الخطوة في زيادة الإنفاق على الاستكشاف، وإثراء قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية بالمزيد من المعلومات الفنية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

وأشارت إلى أن مسار المنافسات التعدينية انطلق في عام 2021م، بدايةً بموقع الخنيقية الذي تبلغ مساحته ما يقارب 353 كم²، ليتوسع تدريجيًّا حتى وصل إلى نحو 24 ألف كم² في ثلاثة أحزمة متمعدنة أعلن عنها خلال العام الجاري، و13 ألف كم² في ثلاثة أحزمة متعمدنة تعلن عنها الوزارة اليوم.

وأسهم المسار في استقطاب كبرى الشركات العالمية في مجال التعدين، ورفع إنفاق القطاع الخاص على الاستكشاف من 155 مليون ريال في عام 2021 إلى 770 مليون ريال في عام 2024، أي بزيادة تقارب سبعة أضعاف، ليصل إجمالي الإنفاق على الاستكشاف التعديني في عام 2024م إلى نحو مليار ريال.

كما أشارت إلى وجود حزم دعم وحوافز للاستكشاف من خلال برنامج "تمكين الاستكشاف التعديني"، الذي يتيح الحصول على دعم يصل إلى 7.5 مليون ريال لكل طلب؛ لتغطية الأنشطة الاستكشافية وغيرها من الحوافز المساندة.