يشكّل قطار الرياض اليوم أكثر من مجرد مشروع بنية تحتية، إذ أصبح محورًا رئيسيًا في السردية العمرانية والثقافية للعاصمة، حيث تداخلت مساراته مع فعاليات "نور الرياض 2025" تحت شعار "في لمح البصر"، ليعيد القطار والضوء معًا تعريف علاقة الإنسان بالمدينة عبر الحركة والاتصال والدهشة.
وعرضت في محطة stc، إحدى أكثر المحطات كثافة، أعمال فنية لفنانين محليين وعالميين، لتتحول الأرصفة إلى فضاء بصري يوقظ الذاكرة ويواكب إيقاع القطار السريع بينما برز في قلب المركز المالي، عمل "توليفة" للفنان كريستوف بيرثونو، الذي اعتمد على الضوء كحركة حية داخل النسيج العمراني، ليحوّل الواجهة الزجاجية للمحطة إلى شبكة رقمية مضاءة تتناغم مع ارتفاعات المباني المحيطة وتصبح جزءًا من المشهد الليلي للمدينة.
وتفاعلت في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، الأعمال الفنية مع العمارة التقليدية لتجسّد العلاقة بين الذاكرة والتحول العمراني، بينما شكّلت محطة قصر الحكم فضاءً بصريًا جديدًا يستعيد روح المكان التاريخي عبر إعادة تشكيل الواجهات والساحات بالضوء، ليجعل الزائر يقرأ المنطقة بعيون مختلفة.
ويعكس هذا التلاقي بين نور الرياض وقطار الرياض فلسفة التحول التي تعيشها العاصمة، حيث لم يعد القطار مجرد وسيلة نقل تختصر الزمن والمسافة، بل أصبح جزءًا من السرد الثقافي للمدينة، يفتح مسارات جديدة من الضوء والمشاهد الفنية، ويجسّد قدرة الرياض على إعادة صياغة هويتها الحديثة بسرعة وعمق "في لمح البصر".
**carousel[9499027,9499030,9499029]**