في موقف إنساني نادر يجسّد أسمى معاني الوفاء، أقدم المواطن فواز مبارك العنزي على التبرع بكليته لإنقاذ حياة ابنة صديقه، بعد معاناة طويلة مع المرض منذ طفولتها في تبوك.
وأوضح العنزي في حديثه لـ"أخبار 24"، أن القصة بدأت عندما كان يستقبل صديقه أحمد في المنزل ويتبادلان الحديث حول حالة ابنته، ما دفعه لاتخاذ قرار التبرع دون تردد.
وأضاف أن القرار كان صعبًا كونه متزوجاً ولديه أسرة، لكنه اختار الإيثار على الخوف، وقال: "أملي الأكبر كان أن يكتب الله الشفاء لروان، وأن تتم العملية بنجاح".
وانطلقت رحلة التبرع، بحسب حديث العنزي، بزيارة مشتركة إلى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام لإجراء الفحوصات، وتم بعدها قبول العملية التي تكلّلت بالنجاح، وشعوره بعد العملية لا يوصف، فالسعادة الحقيقية أن ترى غيرك حيًا وبخير.
العنزي أكد أيضاً استعداده للتبرع لأي شخص آخر في حال عدم التطابق، مشددًا على أهمية التكاتف مع المرضى؛ لأن الوقفة الصادقة مع المحتاج قد تغيّر حياة إنسان بالكامل، وفق حديثه.
من جهته، قال والد الطفلة أحمد العطوي لموقع "أخبار 24" إن فواز كان حاضرًا معه في أدق تفاصيل حياته، ووقف معه في كل المراحل، مضيفًا أنه حاول التبرع بكليته، لكن لم يحدث التطابق، فبادر صديقه فواز بالقول إنه سيكون المتبرع لأن روان كابنته، مشيراً إلى أنها الآن بصحة جيدة، وقد خرجت من العناية المركزة، وهي في تحسّن مستمر.