تنطلق، اليوم الاثنين، الجولة الأخيرة من منافسات دور المجموعات في كأس أمم إفريقيا المغرب 2025، في وقت لا تزال فيه بطاقات التأهل إلى الدور ثمن النهائي معلّقة بالنسبة لغالبية المنتخبات، ومعها الوعد المعتاد بمزيد من الإثارة والدراما حتى اللحظات الأخيرة.

وقد ضمنت ثلاثة منتخبات مقاعدها مبكراً في دور الـ16 بعد تحقيق فوزين متتاليين، وهي مصر ونيجيريا والجزائر. أما باقي المنتخبات، فستحسم الجولة الختامية مصيرها، سواء عبر احتلال أحد المركزين الأول أو الثاني المؤهلين مباشرة، أم من خلال سباق أفضل أصحاب المركز الثالث.

ويحمل برنامج اليوم الاثنين مؤشرات واضحة على حجم التوتر المنتظر، مع وجود مباريات متزامنة تزيد من حدة التنافس.

في المجموعة الثانية  (B)، ضمن المنتخب المصري تأهله بعد بداية مثالية مكنته من تصدر المجموعة بست نقاط، غير أن الصراع لا يزال محتدماً خلفه. تحتل جنوب إفريقيا المركز الثاني بثلاث نقاط، وتدرك أن الفوز على زيمبابوي سيحسم تأهلها دون انتظار الحسابات. في المقابل، تقف أنغولا، المتساوية بنقطة واحدة مع زيمبابوي، أمام تحدٍ صعب يتمثل في تحقيق نتيجة إيجابية أمام مصر، مع ترقب نتائج بقية المباريات. ومع تقارب فارق الأهداف، قد يكون أي تفصيل حاسماً.

أما في المجموعة الأولى (A)، فقد تعامل منتخب المغرب المضيف بذكاء مع ضغط التوقعات ويتصدر الترتيب بأربع نقاط، لكنه لم يضمن التأهل بعد. ويأتي كل من مالي وزامبيا في المركزين التاليين بنقطتين، بينما لا تزال جزر القمر في السباق بنقطة واحدة. وتشهد الجولة الختامية مواجهتين قادرتين على قلب موازين المجموعة، حيث يواجه المغرب منتخب زامبيا الذي أظهر قدرة كبيرة على الصمود، في حين لا يملك منتخب مالي هامش الخطأ أمام جزر القمر في مباراة قد تتحول إلى مواجهة مباشرة من أجل العبور. 

ويتواصل التصعيد يوم الثلاثاء في المجموعة الثالثة  (C)، عندما يلاقي منتخب نيجيريا، الذي ضمن تأهله سلفاً، نظيره أوغندا. في المقابل، يسعى منتخب تونس، الذي يملك ثلاث نقاط، إلى حسم الأمور أمام تنزانيا، مع بقاء فرص أوغندا وتنزانيا قائمة، ما يجعل أي تهاون مكلفاً.

وفي المجموعة الرابعة  (D)، تعكس الأرقام سيناريو جولة أخيرة مشتعلة: السنغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية في الصدارة بأربع نقاط لكل منهما، تليهما بنين بثلاث نقاط، بينما تبحث بوتسوانا عن أول نقطة لها. وستكون الكونغو الديمقراطية مطالبة باستغلال مواجهتها أمام بوتسوانا، في حين تحمل مباراة السنغال وبنين رهانات كبيرة، إذ قد تحدد هوية المتصدر، أو تؤدي إلى إقصاء أحد الطرفين.

ويُسدل الستار على دور المجموعات يوم الأربعاء، حيث ضمن منتخب الجزائر التأهل عن المجموعة الخامسة (E)، لكنه قد يؤثر على هوية المنتخب المرافق له، في ظل تقارب بوركينا فاسو والسودان برصيد ثلاث نقاط لكل منهما.

أما في المجموعة السادسة  (F)، فيتساوى الكاميرون وحامل اللقب كوت ديفوار بأربع نقاط، بينما لا يزال موزمبيق قريباً بثلاث نقاط، ما ينذر بأمسية ختامية مثيرة، حتى مع إقصاء منتخب الغابون.

وإذا كانت الجولتان الأولى والثانية قد علمتا شيئاً واحداً، فهو أن كأس أمم إفريقيا نادراً ما تسير وفق سيناريو متوقَّع. ومع توزيع مباريات الجولة الأخيرة على ثلاثة أيام، تبدو كل الظروف مهيأة لانعطافات حاسمة ستحدد ملامح الأدوار الإقصائية.