أكدت وزارة العمل بأنه ليس هناك مايعيق عمل المرأة كطاهية في الفناق الكبيرة، بخلاف الشقق المفروشة التي يوجد فيها منع قطعي، فوزارة العمل تبدي ترحيبا وتعاونا فيما يتعلق بعمل المرأة مع توفير كافة الفرص التي تكفل تعدد مجالات سوق العمل أمامها، إلا أنها تلزم أن يكون ذلك العمل وفق نطاق الظروف المناسبة لطبيعتها كمرأة أولا، ثم لما يتوافق مع الضوابط الشرعية ثانيا وذلك حفاظا على كرامتها ومكانتها في المجتمع، وأشارت إلى وجود خلل وتحايل من قبل الفنادق والشقق المفروشة في استغلال المرأة من أجل التسويق للفنادق أو الشقق من خلال توظيفها كموظفة استقبال أو أي وظيفة اخرى لا تتوافق مع الأنظمة المنصوص عليها من قبل وزارة العمل.
أنظمة مخترقة
ومن جانبه فقد أوضح عمير عبدالرحمن الزهراني - مدير إدارة الاستقدام بفرع وزارة العمل بالمنطقة الشرقية - بأن وزارة العمل تبدي تعاونا كبيرا مع الفنادق والشقق المفروشة خاصة فيما يتعلق بتوظيف المرأة بها ومن خلالها سواء من ناحية كونها تعمل كطاهية بالاستفادة من المهارات التي تمتلكها بعض السيدات في مجال إعداد الأصناف المختلفة والتي تقوم ببيعها باجتهادات شخصية فيمكن أن يتم الاستفادة من تلك المهارات وفق نظام وزارة العمل التي تنص على خصوصية المرأة السعودية في مجال إعداد وجبات الفنادق، أو عملها كمنظمة حفلات داخل نطاق الفنادق مع توفير بيئة مناسبة لها، إلا أن وزارة العمل تتفاجئ دوما بأن هناك تحايلا على الأنظمة من خلال بعض الفنادق في توظيف المرأة بشكل يتعارض مع انظمة العمل للمرأة وذلك بتوظيفها في الاستقبال أو تكليفها بمهام أخرى مخالفة لأنظمة العمل للمرأة، فجاء قرار وزارة العمل بمنع توظيف المرأة في الفنادق إلا في نطاق ضيق وذلك حفاظا على كرامتها واحتراما لخصوصيتها.
كما أشار الزهراني إلى أن فتح المجال للمرأة للعمل في أي مجال أو قطاع لابد أن يخضع لعدة ضوابط وشروط أهمها توفير المكان المناسب الذي ستعمل به والذي لابد أن يتوافق مع احترام خصوصيتها وعدم الاختلاط بالرجال، مع توفير مكان دخول وخروج خاص بها، وكذلك توفير دورات مياه تتوائم مع احتياجاتها ومن خلال ساعات عمل محددة.
البداية من وزارة العمل
أوضح عبدالله القحطاني – رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بالشرقية سابقا وعضو اللجنة السياحية الخليجية – بأن الغرف التجارية تدعم دائما كل مايصب في صالح عمل المرأة، فعمل المرأة بات من أهم الخطوات للارتقاء بالمجتمع وإعادة بناء المرأة فكريا واجتماعيا حينما تكون عاملة وتهدف إلى تحقيق ما تصبوا إليه، وأشار إلى أن تمكين المرأة من العمل الفندقي كطاهية تعتبر خطوة جيدة وستحقق الكثير من التميز في المجال الفندقي خاصة حينما تدرب المرأة ويتم اعدادها بشكل جيد، إلا أن مثل هذه القرارات والأنظمة من يبت فيها مكتب العمل في المقام الأول فهو من يضع الأنظمة التي تخول المرأة للعمل في المجال الفندقي ك"شيف"، ومن يضع الضوابط التي تتعلق بذلك للفنادق.
أطباق عالمية
وأشار هشام الشمري – يعمل في مجال الخدمة الفندقية في فندق الانتركونتننتال بالخبر - بأن الفندق يعتمد في جانب الطهي على "شيف" أجنبي وله خبرة لسنوات طويلة في الطهي للفنادق على مختلف العالم، فالمرأة السعودية تبدع في الطعام الذي يتصف بالصفات الخليجية ولكن الفنادق من فئة الخمس نجوم غالبا ماتستهدف في عملها الأجانب السواح ف 75% من زوار الفنادق هم من فئة الأجانب ولذلك نعتمد في الفنادق على الشيف الأجنبي لأن لديه خبرة في عمل وإعداد الأصناف العالمية وعدم الاقتصار على الطعام المحلي، ولكن قد يستعين الفندق بطباخة سعودية حينما يكون هناك طلب على طعام محلي معين فيتم الاستعانة بالمرأة السعودية في ذلك الجانب.
وأوضح بأنه لم يسبق أن ورد على الفندق طلب تقديم من امرأة سعودية ماهرة في الطبخ للعمل كشيف في الفندق، فلدى الفندق منظمة للحفلات بداخل الفندق ولكن فيما يتعلق بالطهو لم يتقدم أحد، أما عن تدريب المرأة السعودية على عمل وإعداد الأصناف العالمية من الطعام لتمكينها من العمل كشيف فذكر هشام بأن عدم مبادرة المرأة للعمل في هذا الجانب كان سببا خلف عدم فتح المجال للمرأة للعمل في ذلك المجال ولكن الفكرة قد لا تكون مقبولة لدى المرأة ذاتها فهناك من يرفض العمل في الفندق كشيف.. كما أن الفندق يشترط أن يكون لدى الشيف خبرة فندقية وأن يتقن عمل أي صنف يقدم في فرع آخر في أوروبا مثلا.
ليس هناك دعم
وقالت رهان التي تعمل كطباخة من منزلها بالدمام أنها تقوم بإعداد الكثير من الأصناف التي ترد إليها من نساء الحي ومن مناطق قريبة من المنطقة التي تسكنها، فيتوافد عليها الكثير من الطلبات الخارجية من نساء وجدن فيها المهارة في اعداد مختلف الاصناف، مشيرة إلى أن الرغبة في الانخراط في العمل الفندقي في مجال الطهو وإعداد البوفيهات موجودة إلا أنها لم تجد من يشجعها على ذلك، كما أنها لم تسمع عن رغبة الفنادق في توظيف السعوديات في هذا المجال.
وأكدت على أن الشيف الذي يتم استقدامه لن يكون أكثر مهارة من المرأة السعودية التي عرفت بذائقتها في الطهو خاصة حينما تتلقى التدريب الجيد والمناسب في إعداد الأصناف العالمية فليس صحيح بأن المرأة غير قادرة على الابداع في تعلم تلك الأصناف فهناك الكثير من الاصناف التي عرفت بأن منشأها من بلد آخر عربي أو إيطالي أو هندي وبرعت المرأة السعودية في إعدادها.. فكل ما تحتاجه المرأة اتاحة الفرصة من قبل الفنادق.
دعم الموهبة
وأشارت سمر محمد والتي تعمل في مجال الطبخ من منزلها بأنها قامت بالكثير من المبادرات في محاولة الالتحاق بالعمل في مجالات عدة وكانت الفنادق أهمها إلا أنها لم تجد دعما في ذلك فغالبا مايتم الاعتماد على "شيف" أجنبي فالفنادق تؤمن بقدرات الطاهي الأجنبي خاصة حينما يكون لديه خبرة لسنوات عدة في مجال العمل الفندقي في الوقت الذي تحتاج فيه المرأة لمن يقدم لها الفرصة حتى تتدرب وتبدع في هذا المجال وتكون هي أولى من الأجنبي في ذلك المكان، موضحة بأن الدخل الذي تجنيه من العمل بشكل شخصي جيد ولكن مجال العمل الفندقي قد يسهم في تدعيم مهارات الطبخ لدى المرأة ويمنحها أفق أوسع، خاصة في الفنادق التي تتصف بأنها عالمية فيمكن أن تجد هناك فرص لتطوير المهارة والموهبة حتى تتحول إلى علم وإتقان وتدريب يخدم سوق العمل داخل المملكة وينتج مزيد من الأفكار الناجحة التي بدورها قد تدعم قطاعات أخرى تتشابه مع فكرة العمل في الفنادق كالمقاصف المدرسية وغيرها من المجالات الأخرى في تمكين عمل المرأة.