تصدر موظفو القطاع الصحي قائمة الموظفين المستقيلين بالقطاع العام خلال 1435/1436هـ، فيما احتل موظفو قطاع التعليم الصدارة في التقاعد المبكر، وفق إحصاءات للمصلحةالعامة للإحصاءات والمعلومات اطلعت عليها «مكة» شملت ستة قطاعات حكومية هي الصحة والتعليم والقضاء والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهيئة التحقيق والادعاء العام وهيئات التدريس في الجامعات.

استقالة السعوديات

وقال مدير مستشفى الدمام المركزي استشاري أمراض الكلى الدكتور عصام خرساني، إن السعوديات يمثلن غالبية من يتقدمون باستقالاتهم في القطاع الصحي إما لعدم تمكن بعضهن من تحمل أعباء ومسؤوليات العمل، أو لعدم تفهم الآباء والأزواج لطبيعة عملهن الذي يضطرهن للعمل ليلا أو خلال العطل الأسبوعية والأعياد فيمارسون عليهن ضغوطا تنتهي بهن للاستقالة، عازيا استقالة الكوادر الصحية من الأجانب إلى المغريات المادية التي تعرض عليهم من قبل مستشفيات القطاع الخاص داخل السعودية أو في الدول المجاورة التي توفر حوافز إضافية لهم من تعليم أجنبي للأبناء فضلا عما تتيحه تلك الدول من مساحة حرية أكبر للنساء.

معدل طبيعي

وبين عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى الدكتور أحمد آل مفرح، أن حجم الاستقالات في قطاع التعليم يقع ضمن المعدل الطبيعي للفاقد السنوي من موظفي أي قطاع والبالغ 3% بحسب دراسات في هذا الصدد، بل يقل عن المعدل الطبيعي مقارنة بعدد الموظفين المقيدين في قطاع التعليم العام، بنسبة لا تتجاوز 0.5% وهو مؤشر على أن قطاع التعليم ما زال جاذبا للسعوديين، لافتا إلى أن غالبية الاستقالات تحدث بين المعينين على المستوى الخامس وهو المستوى الذي يعين عليه حديث التوظيف، وغالبا ما تكثر بين السيدات لأسباب أبرزها:

إذا تم تعيينهن في مناطق بعيدة جدا عن مقر سكنهن لكون غالبيتهن أمهات مسؤولات عن أسر.

عدم ضمان إمكانية النقل خلال عام أو حتى عدة أعوام يجعل الاستمرار في العمل غير مجد.

وقال إن العدد الكبير للمتقاعدين مبكرا ملفت للنظر، إذ يفوق عددهم 8 آلاف موظف خلال عام وحد فقط، ما يستدعي دراسة الأسباب بشكل علمي من قبل وزارة التعليم، لما فيه من خسارة لكوادر خبيرة وما زالت لديها قدرة على العطاء، مشيرا إلى 4 أسباب لهذا التقاعد المبكر استقاها من خبرته في قطاع التعليم:

استيفاء من تم تعيينهم على المستوى الخامس لـ24 سنة من العمل، ما يعني توقف العلاوة السنوية الأمر الذي يصيبهم بالإحباط.

استيفاء المتقاعدين الذين أمضوا 31 سنة في العمل لمكافأة نهاية الخدمة لأعلى حد قبل الاستقالة وهنا السبب مفهوم تماما ومنطقي.

شعور المعلم بالتعب والإجهاد والملل من تعليم ذات المنهج عدة سنوات، كما أن التعامل مع عدد كبير من الطلبة تختلف شخصياتهم أمر مرهق لكثيرين.

تقلل العوامل السابقة من الرضا الوظيفي لديهم وتفقدهم الحماس لمواصلة العمل، ويقلل من إنتاجيتهم في العمل، ويحد من فرص تطورهم.واقترح 4 حلول لذلك:

إقرار نظام التصنيف الرتبي للمعلمين؛ الذي يتيح لهم التدرج الوظيفي كمعلم أول وخبير ما يخلق حافزا للاستمرار.

تشجيع من أكملوا 24 عاما من العمل على الاستمرار عبر منحهم خيار التحول لمهنة إشرافية رقابية.

إقرار ترخيص مزاولة المهنة للمعلم.

تعيين المعلمين على المرتبة السادسة لتستمر العلاوة السنوية حتى بعد إكمالهم 24 عاما من العمل.