مؤخرًا، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، تطبيقًا مكنهم من تحريك الصور الثابتة، خاصة لأقاربهم المتوفين، التطبيق الذي يطلق عليه "ماي هيرتج"، أثار الجدل بعد هذا التداول بدءًا من بلد تصنيعه، وانتهاءً بتحريم بعض علماء الأزهر له، انطلاقًا من كونه انتهاكا لحرمة الموتى.. فما قصة هذا التطبيق؟
بلد المنشأ
أطلق التطبيق، شركة MyHeritage "الإسرائيلية" لعلم الأنساب واختبار الحمض النووي، باستخدام تقنية التعلم العميق، يمكن للتطبيق والموقع الإلكتروني للشركة التقاط أي صورة وتحريكها، وتحويل الصور الثابتة للأفراد إلى نسخ متحركة ومعبرة عنها.
وأعلنت الشركة الميزة الجديدة، التي تسميها "الحنين العميق"، كوسيلة لإعادة الحياة للأقارب القدامى في الصور القديمة على الرغم من أنه يمكن استخدامها لأي صورة.
وقالت، إن الميزة "تعطي تاريخ العائلة منظورًا جديدًا من خلال إنتاج تصوير واقعي لكيفية تحرك الشخص"، وتستخدم أداة نموذجية مسجلة مسبقًا لتحريك الوجوه، ويتم تحديد برنامج التشغيل المفضل تلقائيًا لكل وجه بناءً على اتجاهه، ثم يتم تطبيقه بسلاسة على الصورة، والنتيجة هي فيديو رسوم متحركة قصير وعالي الجودة لوجه فردي يمكنه أن يبتسم ويومض ويتحرك.
مخاوف
وفيما تتصاعد أعداد مستخدمي التطبيق عربيًا وعالميًا، فإن المخاوف تتنامى من استخدام هذه التكنولوجيا، لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة لشخصيات عامة أو أي شخص آخر دون إذنه، ما يعد جريمة، وهو الأمر الذي حذرت منه الشركة المنتجة نفسها، وبعض وسائل الإعلام العالمية كصحيفة AS الإسبانية.
حرام شرعًا
على الصعيد الديني، أفتى أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، بأن تحريك صور الموتى بالبرامج الحديثة ممنوع من الناحية الشرعية، والإسلام حرم وجرم مجرد تناول سيرهم الشخصية، مستشهدا بقول النبي «فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا».
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية أنه يمنع تجسيد أو تجسيم الموتى حفاظا على خصوصيتهم، مشيرًا إلى أنه إذا تم استخدام هذه التطبيقات بالنسبة للأحياء، في أشياء لا تمس الأمن القومي أو بعض الأمور التي تثير الفتن فإنه لا بأس باستخدامها في حدود الآداب الشرعية، داعيا إلى عدم اللهث وتقليد كل ما يثار.