الشيخ محمد بن راشد هو نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي، ووزير الدفاع، وقد تولَّى حُكم الإمارة في 4 يناير من عام 2006 خلفًا لأخيه الشيخ مكتوم بن راشد.

يعتبر الشيخ محمد بن راشد هو الابن الثالث للشيخ راشد آل مكتوم، وُلد في 15 يوليو عام 1949، ترعرع في كنف عائلة آل مكتوم الحاكمة لإمارة دبي، والتحق بالتعليم الأساسي في دبي متنقلًا بين مدارسها الإبتدائية والثانوية، وأكمل تعليمه العالي في لندن، ثم التحق بكلية مونز العسكرية البريطانية في ألدرشوت، والتي أصبحت جزءاً من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية.

عندما أصبح والده الشيخ راشد حاكماً لإمارة دبي في عام 1958، بدأ في إعداد أبنائه بالمهارات اللازمة لتولي مسؤولية الحكومة في المستقبل، وكان الشيخ راشد يؤمن بأن شخصية ولده الشيخ محمد تصلح بشكل أمثل لإدارة المطالب الأمنية المتزايدة في الساحتين الخارجية والداخلية.

أول منصب

بعد عودة الشيخ محمد من المملكة المتحدة وفي أواخر الستينات أصدر والده الشيخ راشد بن سعيد مرسومًا في 1 نوفمبر 1968 بتعيينه رئيسًا للشرطة والأمن العام بدبي، وكان هذا أوَّل منصب يتقلده.

قوة دفاع دبي

في عام 1970؛ أمر الشيخ راشد آل مكتوم حاكم دبي بتشكل قوة دفاع دبي، وقد أسهم الشيخ محمد في وضع الهيكل النظامي لهذه القوات، وفي عام 1971؛ أصدر الشيخ راشد مرسومًا أوكل فيه للشيخ محمد مهمة تشكيل القوة من مواطني دبي والإمارات الأخرى، وفي عام 1976 تغيَّر اسم قوة دفاع دبي إلى القوات المسلحة المركزية، واندمجت في عام 1975 في القوات المسلحة الإماراتية.

ولياً لعهد وحاكماً لإمارة دبي

بعد وفاة الشيخ راشد آل مكتوم، أصبح الابن الأكبر الشيخ مكتوم بن راشد حاكمًا لإمارة دبي، فأصدر مرسومًا أميريًا بتعيين الشيخ محمد وليًا للعهد في إمارة دبي، وفي 4 يناير عام 2006؛ تولَّى الشيخ محمد حُكم إمارة دبي عقب وفاة شقيقه الشيخ مكتوم.

رئاسة مجلس الوزراء

اختار أعضاء المجلس الأعلى للإمارات، الشيخ محمدًا نائبًا لرئيس الدولة، ومن ثم رشَّحه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لمنصب رئيساً للوزراء واعتمد المجلس ذلك الترشيح.

النهضة في دبي

شهدت إمارة دبي مع تولي الشيخ محمد ولاية العهد، العديد من المشاريع الحديثة حيث كان لتعيينه في هذا المنصب آثار هائلة في تحويل دبي إلى مركز تجاري وسياحي عالمي، إذ أطلق الشيخ محمد العديد من المبادرات والمشاريع الريادية التي ساهمت في تطوير دبي وازدهارها كمهرجان دبي للتسوق، وحكومة دبي الإلكترونيّة، ومدينة دبي للإنترنت، ومدينة دبي للإعلام.

مشاريع ضخمة

أشرف الشيخ محمد بشكل مباشر على مراحل تنفيذ العديد من المشاريع السياحية والإنشائية الضخمة مثل مشروع جزيرة النخلة، وفندق برج العرب، وبرج خليفة، والتي نقلت مدينة دبي إلى مصاف المدن العالمية وجعلتها واحدة من أفضل الوجهات السياحية المرغوبة في العالم.

السياسة الداخلية والإصلاحات

يحرص الشيخ محمد على اتباع نهج قيادي بهدف مواصلة مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي للوصول إلى أداء حكومي متميّز وتنفيذ مشاريع تنمية وبنى تحتيّة رائدة، حيث أطلق استراتيجيّة الحكومة الإتحاديّة في العام 2008، والتي تعدّ عملية إصلاح استراتيجي تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة وتطوير القطاع العام ومبادئ العدالة والسلامة والبنى التحتيّة والتنمية الريفيّة.

العلاقات السعودية- الإمارتية

يُؤكد الشيخ محمد بشكل مستمر على عمق العلاقات الأخوية والروابط التاريخية بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، ووصف هذه العلاقات بأنها نموذجية، وتقدم مثالًا وقدوة لما يجب أن يكون عليه التعاون العربي-العربي.

وقال : إن "المملكة هي الضامن للاستقرار، والملك سلمان بحكمته وعزمه خير من نثق بقيادته للمنطقة في هذه الظروف التاريخية الدقيقة، ولا شك في أن حجم الطموحات التي نريدها لشعبينا.. وسرعة التغييرات التي يمر بها العالم.. وقوة التحديات في منطقتنا تتطلب هذه العلاقة الاستثنائية بين المملكة ودولة الإمارات"، ولخص الشيخ محمد العلاقة بين الإمارات والسعودية بقوله: "السعودي إماراتي.. والإماراتي سعودي".

حب الخيل

يُشتهر الشيخ محمد بحبه للخيول وتعلقه بها، ويعتبر من الفرسان الموهوبين والمتميزين، وفاز بالعديد من منافسات سباقات التَّحمل الدولية، وكان دائم الحضور لسابقات الخيول المحلية والعالمية، وقد أطلق كأس دبي العالمي أغلى سباق للخيل في العالم.