استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره السوري أحمد الشرع في باريس، في أول زيارة خارجية رسمية للأخير إلى أوروبا، ما يمثل كسرًا لأول حواجز العزلة الدولية المفروضة على سوريا منذ 14 عامًا، ويفتح الباب أمام اعتراف أوسع بالحكومة السورية الجديدة.
وأكد الشرع أنه بحث مع الرئيس ماكرون سُبل التقدم في العلاقات المشتركة وإعادة الإعمار والأمن والعدالة والمساءلة، مشيراً إلى أن الشعب السوري قام بكل ما يلزم من أجل البقاء دون التنازل عن إنسانيته.
ونوه بأن شعب سوريا رفض الخضوع لحكم الاستبداد، كما أن اسم سوريا ارتبط لعقد من الزمن بالجوع والحصار والموت، مقدماً شكره لماكرون والشعب الفرنسي على استقباله اللاجئين السوريين خلال سنوات الحرب.
بدوره شدد ماكرون على وقوف فرنسا إلى جانب سوريا، مضيفاً أن مكافحة إيران وأذرعها في المنطقة تسهم في استقرار سوريا ولبنان.
ولفت إلى أن الوضع عند الحدود السورية واللبنانية يتحسن والتعاون بين دمشق وبيروت مهم جداً، كما أن إنتاج الكبتاغون في سوريا تراجع بشكل كبير والرئيس الشرع بذل جهداً كبيراً لمكافحة هذه الآفة.
وكان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس، اليوم (الأربعاء)، في أول زيارة لأوروبا منذ تسميته رئيساً لسوريا في 29 يناير 2025.
وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بوصول الشرع والوفد المرافق له إلى باريس، حيث سيجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويبحثان بحسب "فرانس برس" عدداً من الملفات في مقدمها إعادة الإعمار وآفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين لا سيما في مجالي الطاقة والطيران.
وصرح المصدر للوكالة أن المباحثات ستشمل كذلك ملفات هامة أبرزها التحديات الأمنية التي تواجه الحكومة السورية الجديدة والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، والعلاقات مع دول الجوار وخصوصًا لبنان.
وأكدت مصادر في قصر الإليزيه لـ"فرانس برس" أن ماكرون سيدعو الشرع خلال استقباله له إلى بناء "سوريا حرّة ومستقرّة وسيدة تحترم كلّ مكوّنات المجتمع السوري".
وأصدر الإليزيه بيانًا قال فيه إن الرئيس الفرنسي سيطلب من الشرع خلال زيارته "الحرص على جعل مكافحة الإفلات من العقاب واقعًا" و"محاكمة" المسؤولين عن "تجاوزات بحق المدنيين"، في إشارة إلى الاشتباكات التي وقعت في الساحل السوري مطلع مارس الماضي.
**carousel[9461613,9461612,9461544,9461611,9461610]**