أكدت رئيسة التحرير والرئيسة التنفيذية للمحتوى في "فورتشن"، أليسون شونتيل، أنه لا يوجد حاليًا مكان أكثر إثارة لتغطية عالم الأعمال وتقدم النساء أكثر من المملكة، مشيرة إلى أن عددًا متزايدًا من النساء بدأن يصلن إلى المناصب العليا في عالم الأعمال، وهو ما كان دافعًا للتواجد على أرض الواقع لتغطية ذلك.

وأضاف "شونتيل"، خلال مقابلة مع "عرب نيوز"، أنها متحمسة للقدوم إلى المملكة من دون إطلاق أحكام، معربة عن تطلعها للتواصل مع نساء المنطقة وإظهار ما يقمن به للعالم.

ووصفت التحول الذي شهدته المملكة منذ إطلاق رؤية 2030 بـ"الاستثنائي"، مؤكدة أنه من البديهي الاتجاه حيثما يكون التقدم، في إشارة إلى الشرق الأوسط، وذلك بدافع من سعي "فورتشن" إلى "ربط القوى العالمية وأكبر الشركات في العالم".

ولفتت إلى أن 11% من الشركات المدرجة على قائمة "فورتشن 500" لهذا العام تترأسها نساء، وهو أعلى رقم تسجله القائمة على الإطلاق، مؤكدة أن الطريق لا يزال طويلاً قبل الوصول إلى المساواة بين الجنسين في قطاع الأعمال.

وحول نشر "فورتشن" قائمة بأقوى الشخصيات في العالم، هيمن عليها الرجال، أكد "شونتيل" أن "هذا هو العالم، ولا يمكن الادعاء بأنه غير ذلك"، مضيفة أن من مهام المجلة رصد التقدم، وتقديم صورة واقعية للعالم كما هو، وعندما تحدث التغييرات، فإن دورها يكمن في تسليط الضوء عليها أيضاً.

وفي هذا الصدد، قالت "شونتيل" إنه عندما يتم التفكير في من هو رئيس تحرير فورتشن، أو حتى بيزنس إنسايدر، فلا يخطر بالبال أن تكون امرأة شابة، مضيفة أنه حتى لو طُلب من الذكاء الاصطناعي أن يُنتج صورة لرئيس تحرير مجلة أعمال كبرى، فإنه سيرسم شخصية تشبه الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان تشيس، جيمي ديمون.

وتطرقت "شونتيل" خلال المقابلة إلى تحديات صناعة الإعلام، إذ أكدت أن الكثير من الاتجاهات التي يمكن رؤيتها اليوم تختلف تماماً عما كانت عليه من قبل، مشيرة إلى أن جزءاً كبيراً من النقاش داخل غرف التحرير حالياً يدور حول كيفية تأمين مستقبل المؤسسة الإعلامية.

ولفتت إلى أن العامل الأساسي يكمن في وجود فريق مرن، يمتلك القدرة على رصد التوجهات، وفهم أي منها سيستمر، مؤكدة أن إدارة شركة في عالم سريع التغيّر وغير قابل للتنبؤ تمثل تحدياً كبيراً.

ورأت أن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للمجلة الظهور بأساليب مختلفة على منصات مختلفة" للوصول إلى قراء محتملين جدد، مؤكدة أن ذلك يعني اعتماد نبرة مختلفة في الخطاب للوصول إلى جيل الألفية، و"الجيل زد" عبر منصات مثل "تيك توك".

كما رأت "شونتيل" أن الذكاء الاصطناعي بات في صميم التكنولوجيا، وأي نقاش يدور حولها، واصفةً إياه بأنه "أداة بالغة القوة" دون شك.

وحول التحديات المتعلقة بالأخبار والمعلومات المضللة، أوضحت أنه يمكن تلخيصها وتجميعها دون تدخل بشري، إذ سيتكفل الذكاء الاصطناعي بهذه المهمة، إلا أنها رأت في ذلك "فرصة مثيرة" لأنه سيُعيد الصحافة إلى جذورها، حيث التركيز على البحث عن المعلومات الأصلية، والحقائق، وتقديمها للجمهور أولاً، مدعومة بأفضل تحليل وأحدث ما يمكن الوصول إليه من معلومات جديدة.

كما أشارت إلى أن صناعة الإعلام الإخباري فقدت بوصلتها إلى حد كبير خلال العقد الأخير، مرجعة ذلك جزئياً إلى أن نموذج الأعمال أصبح قائماً على جذب الانتباه وسط الضجيج، بدلاً من تقديم الأخبار بما يتماشى مع نهج المؤسسة الإخبارية.

كما ترى أن هناك تغييرات جذرية تلوح في الأفق، وأن مؤسسات الأخبار لن يكون أمامها سوى خيارين: إما أن تكون جهة نشر كبرى تتمتع بنموذج أعمال قوي مثل "نيويورك تايمز" أو "بلومبرغ"، أو أن تتحول إلى منصة متخصصة تخدم شريحة معينة، أما الكيانات التي تقع في "المنطقة الرمادية"، بين هذين النموذجين، فستواجه صعوبات جمة في البقاء.