لم تكن بداية حملة إيطاليا للتأهل لكأس العالم لكرة القدم على ما يرام، وتشعر البلاد بالفعل بالقلق بشأن الاحتمال الصادم المتمثل في الفشل في الوصول إلى نهائيات البطولة للمرة الثالثة على التوالي بعد الهزيمة المهينة أمام النرويج.
وحققت النرويج فوزين بالفعل في المجموعة التاسعة قبل مباراة الجمعة في أوسلو، بينما لم تلعب إيطاليا بعد، حيث شاركت في دور الثمانية بدوري الأمم الأوروبية في مارس آذار وخسرت أمام ألمانيا.
وتركت الهزيمة 2-1 في سان سيرو في مباراة الذهاب إيطاليا تطارد التعادل في ألمانيا ووجدت نفسها متأخرة 3-صفر في الشوط الأول قبل أن تعود في الشوط الثاني لتنقذ التعادل وبعض الكبرياء.
وتكررت نفس القصة يوم الجمعة مع إيطاليا في ملعب أوليفال، على الأقل في بداية المباراة. تقدمت النرويج بقوة 3-صفر في الشوط الأول، لكن هذه المرة لم تقم إيطاليا بأي رد فعل في الشوط الثاني الذي لم يشهد أي أهداف.
وفي صرخة مدوية من صحيفة جازيتا ديلو سبورت، جاء عنوان صفحتها الأولى اليوم السبت يحمل كلمة "كفى!"، بعد أن مُنيت إيطاليا بهزيمتها الثالثة في سلسلة من أربع مباريات دون فوز.
وأضافت الصحيفة أن: "كأس العالم أصبحت بالفعل في خطر" بالنسبة لإيطاليا.
وستقام بطولة كأس العالم العام المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ولكن على مدى العقدين الماضيين منذ فوز إيطاليا باللقب العالمي للمرة الرابعة، عانت من تقديم أداء جيد، أو حتى الوصول إلى هناك في الآونة الأخيرة.
ويبدو أن نهائي برلين 2006 قد مضى منذ زمن بعيد، بعد أن شهد طرد زين الدين زيدان بسبب نطحته برأسه لصدر ماركو ماتيراتزي، وحازت إيطاليا على الكأس بعد فوزها على فرنسا بركلات الترجيح.
وشهدت بطولتا كأس العالم التاليتان خروج إيطاليا من دور المجموعات، ورغم فوزها ببطولة أوروبا 2020، إلا أنها فشلت في التأهل لكأس العالم بعد خسارتها في الملحق أمام السويد ومقدونيا الشمالية.
ومع سعي إيطاليا الآن للحاق بالركب، حيث يتأهل فقط متصدرو المجموعات بشكل تلقائي، فإن عنوان الصفحة الأولى لصحيفة لا ريبوبليكا "الآزوري يُهان في أوسلو، كابوس الملحق يعود" مشيرة إلى الاحتمالات المخيفة التي تنتظرها.
وجاءت هزيمة إيطاليا بعد أقل من أسبوع من هزيمة إنتر ميلان 5-صفر أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا. وشهدت المناسبتان تفوق الفريق الأكثر نهما وإبداعا على الخاسر الذي بدا مرهقا.
ونجا مدرب إيطاليا لوتشيانو سباليتي من الإقالة بعد الأداء المخيب للآمال في بطولة أوروبا العام الماضي لكنه الآن تحت ضغط حقيقي ولن ينجح في تحقيق أي شيء سوى الفوز المقنع على أرضه أمام مولدوفا يوم الاثنين المقبل، في ظل مطالبات متزايدة من وسائل الإعلام والجماهير بتغيير القيادة الفنية.