في قلب مدينة جدة، تقف مجموعة من المتاحف المتخصصة التابعة لمؤسسة المداد، شاهدة على تنوع الإرث الإسلامي والثقافي. وتضم خمسة متاحف دائمة، يعرض كل منها جانباً من جوانب الحضارة الإسلامية.

وأوضح أحمد جابر، أمين متحف بدار الفنون الإسلامية، لـ"أخبار24"، أن متحف دار الفنون الإسلامية، يضم أكثر من ألف قطعة فنية تعود لنحو 15 قرناً، موزعة على ستة أجنحة تشمل الخزف والمعادن والخط والمنسوجات وغيرها، لتأخذ الزائر في رحلة بين عصور مختلفة من العالم الإسلامي.

أما متحف المكتين (بين الفرشاة والعدسة)، فيعرض تاريخ مكة والمدينة من خلال الرسومات والصور الفوتوغرافية، بداية من العام 1880، ويقسّم المعرض إلى ثلاث قاعات توثق تطور التصوير وتاريخ المدينتين المقدستين.

وفي متحف الشفاء، تُسلط الأضواء على الطب في الحضارة الإسلامية، من العصر الجاهلي إلى الاكتشافات الطبية الكبرى التي قام بها علماء مثل الرازي وابن سينا والزهراوي وابن النفيس، مع عرض أدوات جراحية ومخطوطات نادرة.

ثم يأتي متحف الأميال الحجرية، القائم على جهود بحثية للدكتور عبدالله القاضي، حيث يجمع أكثر من 55 ميلاً حجرياً استُخدمت في توجيه الحجاج عبر طرق الحج القديمة، كطريق الشامي والمصري واليمني.

ويختتم المسار بمتحف الزهرة، الذي يستعرض تاريخ الحلي التقليدية وتنوع الأزياء في مختلف مناطق المملكة، ليعكس جماليات التراث البصري والذوق المحلي في الأزياء الشعبية النسائية.

اللافت أن هذه المتاحف لا تكتفي بدورها التثقيفي، بل تتحول إلى ساحات تعليمية حقيقية، حيث تتيح لطلاب وطالبات الجامعات، خصوصاً في تخصصات السياحة والآثار، فرصة التدريب العملي والتطبيق الميداني ضمن مشاريع تخرجهم. ويعمل بعضهم فعليًا مرشدين سياحيين داخل المتاحف، ويكتسبون خبرة ميدانية قيّمة، تحت إشراف القائمين على هذه الصروح الثقافية.