أعلنت حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد النور، مساء (الاثنين)، عن مقتل أكثر من ألف شخص في كارثة انزلاق أرضي كبير دمّر قرية جبلية بأكملها في إقليم دارفور غربي السودان، وذلك إثر أمطار غزيرة هطلت خلال الأيام الأخيرة من شهر أغسطس.

ووفقاً لبيان صادر عن الحركة، فإن الانهيار الأرضي وقع يوم (الأحد) الماضي في قرية ترسين الواقعة شرق جبل مرة، بالقرب من منطقة سوني، ما أسفر عن "دمار كامل للقرية" و"مصرع جميع سكانها الذين يُقدَّر عددهم بأكثر من ألف شخص، لم ينجُ منهم سوى شخص واحد فقط".

وأضاف البيان أن "القرية سُوّيت بالأرض تماماً نتيجة الانزلاق الأرضي الكبير"، مؤكداً أن الكارثة كانت نتيجة مباشرة للأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الأسبوع الأخير من أغسطس.

وناشدت الحركة الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، للتدخل العاجل من أجل انتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن الكارثة تسببت في "مأساة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة".

وتأتي هذه الكارثة الطبيعية في ظل أوضاع إنسانية متدهورة تشهدها البلاد، بسبب الصراع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي أدى إلى نزوح ملايين السكان وانهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية في عدد من مناطق السودان، بما في ذلك إقليم دارفور.

ونشرت حركة جيش تحرير السودان صورًا على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر وحلًا كثيفًا يغطّي البلدة وسط أشجار مقطوعة ودعامات محطّمة. ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربًا دامية بين الجيش وقوّات الدعم السريع، أغرقت البلاد في أزمة إنسانية حادّة تعتبرها الأمم المتحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث.

وبقيت حركة جيش تحرير السودان التي تسيطر على عدّة مناطق من جبال مرة حيث تقع البلدة التي أتت عليها انزلاقات التربة، عمومًا بمنأى عن المعارك. وجبل مرة هو سلسلة قمم بركانية تمتدّ على حوالى 160 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي مدينة تحاصرها قوّات الدعم السريع منذ أكثر من سنة.

والمنطقة عرضة لانزلاقات التربة لا سيّما خلال موسم الأمطار الذي يبلغ ذروته في أغسطس. وفي العام 2018، أودى انزلاق للتربة في بلدة مجاورة بحياة 20 شخصًا على الأقلّ. ووصف حاكم دارفور الموالي للجيش مني مناوي الحادثة بـ"مأساة إنسانية تفوق حدود الإقليم" الذي تناهز مساحته نحو خمس مساحة السودان.

وناشد مناوي "المنظمات الإنسانية الدولية بالتدخّل العاجل لتقديم الدعم والمساعدة في هذه اللحظة الحرجة". وقال في بيان إن "المأساة أكبر من طاقة أهلنا وحدهم". ويبقى النفاذ إلى جزء كبير من دارفور بما في ذلك المنطقة حيث وقع انزلاق التربة غير متاح تقريبًا للقيّمين على المساعدات الإنسانية بسبب المعارك.

وحدث الانزلاق في عزّ موسم الأمطار؛ ما يجعل الوصول إلى المناطق النائية عبر الطرقات الجبلية شديد التعقيد. وأعلنت المجاعة في مناطق عدة من الإقليم المؤلف من خمس ولايات، وتسيطر قوّات الدعم السريع على معظم مساحته.