نيابةً عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وبالشراكة مع رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ترأس وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين على مستوى القادة، المنعقد في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك.
وألقى وزير الخارجية كلمة المملكة التي عبّر فيها عن شكر المملكة للرئيس ماكرون، ورئيسة الجمعية العامة، على جهودهما لإنجاح المؤتمر الذي يشكل فرصة تاريخية نحو تحقيق السلام وتأكيد الالتزام الدولي بتنفيذ حل الدولتين.
وأكد أن المؤتمر ينعقد في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية في نهجها العدواني، ومواصلتها جرائمها الوحشية تجاه الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وانتهاكاتها في الضفة الغربية والقدس الشريف، واعتداءاتها المتكررة على سيادة الدول العربية والإسلامية وآخرها العدوان الغاشم الذي استهدف دولة قطر، وهو ما يؤكد إمعان إسرائيل في ممارساتها العدوانية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وتقوض جهود السلام في المنطقة، ويعزز قناعتنا الراسخة بأن تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
ونوه بالموقف التاريخي لفخامة الرئيس الفرنسي بالاعتراف بدولة فلسطين وإقدام العديد من الدول على اتخاذ هذا الموقف الشجاع، إضافة إلى التأييد الدولي الواسع لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد إعلان نيويورك بشأن تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، الذي صوّت لصالحه 142 دولة، وهو ما يعكس إرادة المجتمع الدولي في إنصاف الشعب الفلسطيني وترسيخ حقه التاريخي والقانوني وفق المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.
وشدد على أن المملكة عازمة على مواصلة شراكتها مع الجمهورية الفرنسية وجميع الدول الداعية إلى السلام من أجل متابعة تنفيذ مخرجات هذا المؤتمر، ووضع حد للحرب في غزة، ووقف جميع الإجراءات الأحادية التي تهدد السيادة الفلسطينية، والعمل على إنهاء الصراع في المنطقة، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مجددًا الشكر للدول التي اعترفت أو أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعيًا بقية الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية التي سيكون لها بالغ الأثر في دعم الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وإيجاد واقع جديد تنعم فيه المنطقة بالأمن والاستقرار والازدهار.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اعتراف فرنسا بدولة فلسطين بدايةً من اليوم، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني ليس شعباً زائداً عن الحاجة ومن حقه أن يعيش بكرامة.
وقال ماكرون إن الوقت حان لوقف حرب غزة، خاصة أنه لا يوجد شيء يبرر استمرار هذه الحرب، مشيراً إلى أن وعد دولة فلسطين لا يزال غير مكتمل منذ عشرات السنين، كما أن هناك مسؤولية جماعية في فشل بناء سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط.
ونوه بأن الحل الوحيد للأزمة في غزة هو الاعتراف بشرعية وإنسانية الطرف الآخر، خاصة أن الجميع يدرك جيداً خطر الحروب التي لا تنتهي.
ولفت إلى أن فرنسا لن تتوقف عن محاربة معاداة السامية، كما أنها مستعدة لدعم مهمة دولية للاستقرار في غزة، على أن تكون المرحلة المقبلة لإعادة الإعمار والاستقرار.
في السياق ذاته،شارك وزير الخارجية، في الاجتماع الوزاري بشأن خطة إعمار غزة، حيث جرى التأكيد على ضرورة العمل على منع التهجير تحت أي مسوغ والتحذير من الضم أو توسيع الاستيطان، والتشديد على ضرورة الإنهاء الفوري للحرب وذلك للبدء في تنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة.
**carousel[9484612,9484613]**