روى أبطال في الجيش السعودي تفاصيل قصة عملية بحث وإنقاذ قتالي لطائرة مقاتلة سقطت خلف خطوط العدو في 2018، في ملحمة دوَّنها السرب التاسع والتسعون بالقوات الجوية، عُرفت باسم "مهمة العوجا".

القصة حسب رواية أبطالها، الذين تحدثوا خلال مقطع فيديو على حساب "التواصل الحكومي" بمنصة "إكس"، بدأت عندما تم استلام بلاغ بسقوط الطائرة في السابع من يناير عام 2018، لتبدأ على الفور مهمة الإنقاذ، والتي شارك بها طائرات عمودية ورادارات وطائرات التزود بالوقود، بتنسيق بين القوات المشتركة، وآخر أكثر شمولًا على مستوى وزارة الدفاع.

ولم يحتج التنسيق لاتخاذ القرار أو على مستوى مركز العمليات لوقت طويل، فعلى الفور تم تجهيز المعلومات والمعدات اللازمة، لتنطلق الطائرات المقاتلة المشاركة في العملية أولًا، والتي تمكنت من التواصل مع الطيار، ومن ثم تحديد موقع الطائرة الساقطة بالضبط.

وعلى الفور بدأ دور المروحيات، إذ أقلعت 3 طائرات من قاعدة الملك خالد الجوية لتنفيذ عملية البحث والإنقاذ القتالي، وفي الطريق إلى موقع الطائرة، جرى إفادة الطاقم بالتحديثات الخاصة بالمهمة، على غرار تحديد موقع الطائرة.

ويتذكر أبطال المهمة أصعب اللحظات والتحديات التي واجهتهم لتحقيق هدفهم، وعلى رأسها عامل الوقت، حيث كانت الشمس تقترب من الغروب، ليعلو صوت أحدهم عبر موجات الراديو، قائلًا: "الهمة الهمة.. نسابق الوقت يا رجال".

ولم يكن الوقت أبرز تحدٍ يواجه المهمة، إذ كانت الطبيعة الجغرافية الوعرة والجبال، فضلًا عن أن موقع السقوط في مكان مأهول وليس مهجورًا، وهو ما يزيد من خطورة العملية بشكل واضح، إلا أن ذلك لم يهزم همة طاقم المهمة، الذين جاءت إليهم تعليمات بالدخول إلى المنطقة وبدء عملية البحث، التي أتت بثمارها عندما تمكن الطاقم من رصد الطيار الأول، والذي كان قد أصيب إصابة بالغة، فيما تم رصد الطيار الثاني في وادٍ بين الجبال.

بعد رصد الطيارين، كانت المهمة الرئيسية لطاقم الإنقاذ تتمثل في تغيير التكتيك لتنفيذ عملية الانتشال، خاصة مع وجود عناصر معادية في موقع السقوط، لتقرر الطائرات العمودية النزول خلف أحد الجبال، ومن ثم بدأت عملية إنزال لسحب أحد الطيارين.

ووسط عملية الإنقاذ اضطُرت القوات للاشتباك مع العناصر المعادية، التي كانت تتجهز لاستهداف الطائرات العمودية، ليأتي دور نظيراتها المقاتلة، والتي تمكنت على الفور من توجيه ضربة لهذه العناصر، ومن ثم تحييد المخاطر وإتمام عملية الإنقاذ، وتأمين خروج الطائرات المشاركة في العملية.