لم تكن رحلة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود نحو توحيد المملكة مفروشة بالورود، بل كانت رحلة طويلة مليئة بالصعاب والتحديات ومرّت بمخاض عسير، بدءاً من خروج المؤسس إلى الكويت، ثم عودته مرة أخرى إلى الرياض لفتحها عام 1902م، بصحبة رجاله الأوفياء المخلصين الذين خاضوا بجانبه رحى المعارك وغمار التوحيد، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من أبقاه الله ليساهم في أعمال البناء والتوحيد، وكان من نصيب عبداللطيف المعشوق الشهادة مبكراً وهو يحمل الراية في معركة البكيرية عام 1904م.

مولده ونشأته

ينتمي عبداللطيف بن حسين المعشوق لعائلة شهيرة في نجد والدرعية، وُلد في الرياض وترعرع في جو من العزيمة والولاء؛ كان والده من رجالات الإمام فيصل بن تركي، وارتبط اسم أسرته بحمل راية آل سعود عبر الأجيال.

عُرف الشليقي (لقب الْتصق به) منذ صغره بحبّ الفروسية والحروب، وحين دخل "ابن رشيد" الرياض تصدى له بكل حزم فتعرض مع إخوته للسجن في حائل، إلا أنه تمكن من الفرار مع أخويه محمد وعبدالملك إلى قطر، قبل أن ينتقل إلى الكويت وينضم إلى الملك عبدالعزيز قُبيل التحرك لاسترداد الرياض.

دوره في توحيد المملكة

كان عبداللطيف من بين الـ63 فارساً الذين رافقوا المؤسس في فتح الرياض عام 1902م، وكلّفه الملك عبدالعزيز بحمل "الراية" من الكويت إلى الرياض وكذلك في الهجوم على المصمك، وكان رمزاً للبطولة والشجاعة، ولم يتخلّف عن أي معركة منذ فتح الرياض حتى نهايته البطولية في معركة البكيرية سنة 1904م.

استمر المعشوق في حمل الراية بلا كلل، وجسّد رمزية عالية في المعارك، حتى استشهد في البكيرية تحت الراية، فحملها ابنه منصور الذي استشهد بدوره، وغُرستا معاً في أرض البكيرية، في صورة خالدة يفخر بها السعوديون.

العلاقة مع الملك عبدالعزيز

كان عبداللطيف رمز الولاء والإخلاص، وثقة الملك عبدالعزيز فيه لم يكن لها نظير، فلم يكن المؤسس يكلف سوى الرجال الشجعان بحمل الراية في المعارك الكبرى، خلد المؤرخون موقفه في فتح الرياض وحمل الراية كإحدى اللحظات الفارقة في بداية التوحيد، وتحدث عنه الملك ورفاقه بكل فخر في السير والملاحم الشفوية والمكتوبة.

الوفاة

استشهد عبداللطيف الشليقي مع ابنه منصور سنة 1322هـ/ 1904م في ميدان معركة البكيرية، غيّبه الثرى وفرغت الراية من ذراعه، بات اسمه عَلماً على الشجاعة والبطولة بين حَمَلة اللواء في توحيد المملكة.