أكد المستشار الثقافي في مركز "إثراء"، طارق خواجي، أن مفهوم الاستثمار في الثقافة يشهد تحولاً جذرياً، حيث ينتقل من كونه محدوداً ومقتصراً على التحصيل المادي البسيط، إلى بُعد آخر يركز على تحقيق أثر مستدام.
وأوضح خواجي في تصريح خاص لـ "أخبار24" أن هذا التحول هو محور مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025، الذي يعيد النظر في الاستثمار بطريقة جديدة عبر إرساء الشراكات والتعاون بين المؤسسات الخاصة والحكومية المعنية بالقطاع الثقافي، بهدف بناء مشهد ثقافي متكامل ومزدهر.
وأشار إلى أن الثقافة كانت دائماً تحتاج إلى رعاة لتطوير مشهدها، لكن الفكرة الجديدة التي تسعى المؤسسات المحلية لتبنيها هي قدرة هذه المؤسسات على الاعتماد على ذاتها من خلال الشراكات والتعاونات عبر استقطاب الرعاة المهتمين بالثقافة وتقديم برامج نوعية ذات أثر مستدام طويل المدى للجمهور.
وأشار إلى أهمية جعل الثقافة جزءاً حقيقياً ومؤثراً في سلوك الإنسان، مؤكدًا أن قيمة الثقافة الحقيقية تكمن في تأثيرها المباشر في الأفراد، مؤكدًا أهمية التركيز على الاستثمار في المناطق البعيدة عن العواصم والمراكز، حيث يساهم الاستثمار الثقافي في توسيع نطاق الثقافة وجعلها جزءاً من حياة الناس بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
وشدد خواجي على الثراء الثقافي غير الاعتيادي الذي تتميز به المملكة، والذي يفاجئ زوارها باختلاف تضاريسها الجغرافية وتنوع تفاصيلها الثقافية، إضافة إلى التعريف بزراعة البن والقهوة السعودية وأنواعها، والاطلاع على العادات والتقاليد السعودية، مؤكدًا أن هذا الثراء يعكس حالة رائعة للمجتمع السعودي المتنوع الثقافات ضمن نسيج الدولة الواحدة، مما يجعله منطقة استثمار هائلة جداً، مبينًا أن العمل محلياً هو الطريق للتفكير عالمياً، ما يجعل العالم ينظر إلى المجتمع السعودي ككيان متعدد الثقافات في طبقات متجانسة.
وفيما يتعلق بدور "إثراء"، في مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025، ذكر خواجي أن رؤية المركز للاستثمار الثقافي تنبع من تقديم برامج ومعارض نوعية، مثل معرضي "الهجرة" و"الخوص"، لتعريف العالم بالثقافة السعودية الممتدة في جذور التاريخ.
ولفت إلى دور "إثراء" في دعم ثقافة القراءة عبر برنامج "اقرأ"، الذي يحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقه، وتحوله إلى مسابقة عربية يشارك فيها سنوياً نحو 150 ألف مشارك من العالم العربي.
وختم خواجي حديثه، بالتأكيد على أن المؤسسات الثقافية الكبرى مثل مركز "إثراء" تشارك الآن في إنتاج محتوى ثقافي نوعي قد لا ترغب دور النشر الخاصة في تحمله، مستشهداً بمشروع "إثراء" لترجمة وشرح المعلقات لجيل الشباب وإتاحته بست لغات عالمية، كنموذج لتطوير المحتوى العربي.