تتربع "صخرة العروسة" كتحفة طبيعية نادرة وسط الرمال الذهبية خارج محافظة العُلا، بالقرب من تيماء، حيث تبدو في هيئة عروسٍ تقف شامخة وهي تمسك بثوبها في مشهد يأسر الأعين ويُثير الخيال، ما جعل من الصخرة أيقونةً طبيعية تضيف بُعدًا جماليًا إلى المشهد الصحراوي الرحب المحيط بها.
وكشفت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، أن تاريخ الصخرة يعود إلى أكثر من 460 مليون سنة، حين تراكمت طبقاتها من رواسب بحرية دافئة كانت ترسو على حافة قارة "جندوانا" القديمة، والتي انتقلت مع حركة الصفائح التكتونية عبر العصور لتستقر في موضعها الحالي في قلب شمال غرب المملكة، شاهدةً على رحلة جيولوجية طويلة.
ويُميز "صخرة العروسة" أنها ليست مجرد تكوين صخري عادي، بل لوحة طبيعية نابضة بالحياة، إذ تجسد ملامحها هيئة إنسانٍ واقف في السهل المكشوف. هذا الطابع الجمالي المدهش، المقترن بفرادتها الجيولوجية، جعل منها أحد أبرز المعالم التي تعكس تنوع تضاريس المنطقة وتُبرز قيمتها الطبيعية في آنٍ واحد.
كما تحوّلت الصخرة إلى وجهة مُحببة لعشاق التصوير ومحبي الرحلات البرية، حيث تمتد حولها سهول حصوية مسطحة، وتعلو تضاريسها شواهد من بيئات بحرية قديمة، وتُظهر المنطقة بقايا كائنات منقرضة، تروي قصة تحولات جيولوجية هائلة، ما يضفي على المكان جاذبية مزدوجة تجمع بين جمال الطبيعة وقيمتها العلمية.
**carousel[9486459,9486458]**