يوافق اليوم (الثلاثاء)، الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، الذي شنّته حركة حماس على مواقع عسكرية إسرائيلية وبلدات في منطقة غلاف غزة، وردّت عليه إسرائيل بحملة عسكرية جوية وبحرية وبرية واسعة صنّفتها الأمم المتحدة مؤخراً إبادة جماعية.
أدى هجوم حماس وفصائل فلسطينية أخرى أطلقوا عليه "طوفان الأقصى"، إلى مقتل 1200 إسرائيلي بين عسكريين ومدنيين، كما اقتادت حماس والفصائل 250 أسيراً ورهينة إلى غزة، وذلك بحسب بيانات إسرائيلية.
في المقابل تسببت الحملة الوحشية الإسرائيلية في مقتل أكثر من 67 ألف شخص في غزة، وفقدان نحو 10 آلاف، وإصابة نحو 170 ألفاً آخرين، بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إلى جانب تدمير نحو 200 ألف مبنى ومعظم المستشفيات والمدارس والبنية التحتية في غزة.
وفيما يلي عرض نقلاً عن وكالة "رويترز" يتضمن إحصاءات القتلى والأضرار الناجمة عن الحرب، مع استناد كثير من البيانات إلى تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ضحايا غزة
تشير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، ثلثهم تقريباً دون سن 18 عاماً.
ولا تفرّق وزارة الصحة في غزة بين المدنيين والمقاتلين في إحصاءاتها. وسبق أن ذكرت إسرائيل أن ما لا يقل عن 20 ألفاً من القتلى من المسلحين.
وتقول إسرائيل إن هجومها يستهدف حماس وإنها تحاول تجنب قتل المدنيين لكن عناصر الحركة هم من يختبئون بين السكان المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.
وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، واعتمدت على نطاق عمليات القتل كأحد الأدلة التي تدعم استنتاجها. ووصفت إسرائيل ما خلصت إليه اللجنة بأنه متحيز و"مخزٍ".
قتلى إسرائيل
وفقاً للبيانات الإسرائيلية الرسمية فقد قُتل ما لا يقل عن 1665 إسرائيلياً وأجنبياً خلال الفترة من السابع من أكتوبر 2023 إلى 29 سبتمبر 2025 على صلة بالحرب، بينهم 1200 قتلوا في هجوم السابع من أكتوبر نفسه.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن 466 من جنوده قُتلوا في المواجهات، وأُصيب 2951 آخرون منذ انطلاق عمليته البرية في غزة في 27 أكتوبر 2023.
واقتادت حماس 251 أسيراً ورهينة إلى غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر. وتقول إسرائيل إن 48 رهينة لا يزالون في غزة، ويُعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة.
وبموجب مقترح يناقشه الجانبان حالياً لوقف الحرب، سيتم تسليم الرهائن المتبقين في صفقة تبادل مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين محتجزين في إسرائيل، لكنّ مسؤولين يقولون إنه من غير المرجح التوصل إلى اتفاق سريع في المحادثات.
المباني المتضررة
يظهر تحليل أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية لبيانات تعود ليوليو الماضي أن حوالي 193 ألف مبنى في غزة تعرضت للدمار أو الأضرار. وأضاف المركز أن حوالي 213 مستشفى و1029 مدرسة استُهدفت.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن 14 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى كانت في غزة لا تزال تعمل بشكل جزئي، كما أن المستشفيات في جنوب غزة تجد صعوبة في مواكبة الأعباء.
وعبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء مستوى الدمار في مدينة غزة المركز الحضري الرئيسي بالقطاع، وقالت إن أي عمل متعمد لنقل السكان سيكون بمثابة تطهير عرقي.
النزوح
تقول الأمم المتحدة إن نحو 18% من سكان قطاع غزة فقط لا يخضعون حالياً لأوامر نزوح أو محاصرين في مناطق عسكرية، فيما اضطر كثير من الفلسطينيين للنزوح عدة مرات.
ومنذ أن وسعت إسرائيل حملتها العسكرية على مدينة غزة في منتصف أغسطس الماضي، متوعدة بالقضاء على مقاتلي حماس، سجلت الأمم المتحدة أكثر من 417 ألف حالة نزوح من شمال القطاع إلى جنوبه.
وتُصدر إسرائيل تحذيرات لسكان مدينة غزة للنزوح جنوباً. لكن منظمات الإغاثة تتحدث عن واقع مأساوي في جنوب غزة، حيث تتكدس العائلات في خيام مؤقتة وتئنّ الخدمات تحت وطأة الضغط الهائل عاجزة عن استيعاب هذا السيل البشري المتدفق.
الغذاء والجوع
أفاد مرصد معني بمراقبة الجوع في أغسطس الماضي بأن مجاعة تتكشف في مدينة غزة، ورجح اتساع رقعتها. ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صحة التقرير واعتبره "محض كذب".
وأشارت أداة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن نحو 514 ألف شخص، يمثلون ما يقارب ربع سكان غزة، يعانون من مجاعة.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، لقي ما لا يقل عن 177 شخصاً، بينهم 36 طفلاً، حتفهم نتيجة للجوع أو سوء التغذية منذ تأكيد تفشي المجاعة في مناطق من القطاع.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن أكثر من 60% من النساء الحوامل والأمهات الجدد يعانين من سوء التغذية.
المساعدات
في 21 مايو الماضي، رفعت إسرائيل حصاراً دام 11 أسبوعاً على دخول المساعدات إلى قطاع غزة. ومع ذلك، تقول وكالات الإغاثة إن ما يصل من مساعدات لا يكاد يلامس حجم الاحتياجات الهائلة.
وتؤكد العديد من هذه الوكالات أنها لا تزال تصطدم بعقبات لوجيستية، بما في ذلك إغلاق معبر زيكيم بين غزة وإسرائيل في 12 سبتمبر الماضي، وإغلاق جسر الملك حسين الذي يربط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن أمام إمدادات المساعدات الغذائية في 24 من الشهر ذاته.
وتقول إسرائيل إنها لا تفرض سقفاً على كميات المساعدات الغذائية التي تدخل واتهمت حماس بسرقتها، وهي اتهامات تنفيها الحركة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تم اعتراض نحو 73% من شاحنات المساعدات الغذائية المتجهة إلى غزة خلال سبتمبر، إما على أيدي مدنيين يعانون من الجوع أو عصابات مسلحة.
وأظهرت بيانات لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما لا يقل عن 2340 شخصاً قتلوا منذ 27 مايو أثناء محاولتهم الحصول على الطعام أو المساعدات في قطاع غزة، قرابة نصفهم سقطوا قرب مواقع إمداد عسكرية، فيما لقي الباقون حتفهم على امتداد طرق قوافل الإغاثة.
وتنفي مؤسسة غزة الإنسانية، التي بدأت توزيع الطعام منذ أواخر مايو من مراكز توزيع قليلة، وقوع أي حوادث قرب مواقعها. وتعمل المؤسسة خارج منظومة الأمم المتحدة وتدعمها إسرائيل.
وتقول المؤسسة إنها وزعت أكثر من 175 مليون وجبة غذائية حتى 29 سبتمبر 2025.