أكد رئيس مجلس إدارة جمعية الآثار والتراث بالمنطقة الشرقية، سعود القصيبي، أن عام 2025 الذي أعلنته المملكة عاماً للحرف اليدوية فتح آفاقاً واسعة لإحياء الصناعات التراثية، مشيراً إلى أن الجمعية اختارت أن تُعيد إحياء الدفة النسائية، وهي عباءة تاريخية تعد بمثابة "بشت" المرأة السعودية منذ مئات السنين.

وأوضح القصيبيأن الدفّة النسائية ارتبطت بالمرأة السعودية في مختلف مناطق المملكة، ولا سيما الأحساء، حيث كانت النساء يرتدينها في المناسبات والأعراس، وتُعتبر جزءاً من جهاز العروس. مضيفاً: "هذه القطعة عريقة، إذ كانت تُباع وتُهدى منذ زمن النبوة، وتُعد من أبرز الموروثات النسائية التي عكست هوية المرأة في المجتمع السعودي قديماً".

وبيّن أن الجمعية نفذت برنامجاً تدريبياً مكثفاً استهدف مجموعة كبيرة من الفتيات لتعليمهن فنون صناعة الدفة، وأعادت طرحها في الأسواق بتصاميم عصرية، لافتاً إلى أن الفكرة تقوم على المزج بين الأصالة التاريخية والتطوير الحديث، لتواكب الذائقة الحالية وتستعيد مكانتها في المناسبات الاجتماعية.

وأضاف: "تصميم الدفة مستوحى من البشت الرجالي في طريقة النسيج والزري، لكنه يحمل خصوصيته النسائية، وقد انتقل لاحقاً إلى دول الخليج بأسماء مختلفة مثل السويعية في الإمارات، إلا أن مسقط رأسه يظل الأحساء والمملكة العربية السعودية.

وأشار القصيبي إلى أن أنماط الدفة متعددة؛ منها ما يُوضع على الرأس، ومنها ما يُرتدى على الكتف في الترند الحديث، مؤكداً أن الجمعية قدّمت نسخاً مختلفة لتناسب الأذواق وتُبرز ثراء التراث المحلي.

وشدد رئيس جمعية الآثار والتراث على أن الدعم الكبير الذي يحظى به قطاع الحرف اليدوية في المملكة هذا العام مكّن الجمعية من إعادة إحياء هذه الصناعة التراثية، قائلاً: "نحن لا نحافظ فقط على موروث تاريخي، بل نقدمه للأجيال الجديدة بروح معاصرة، ليبقى حياً في وجدان المجتمع السعودي والخليجي".