تمثل الكربوهيدراتفي عالم التغذية، نقطة تحول حاسمة لمرضى السكري، حيث تتداخل بين الحاجة للطاقة والتحديات الصحية؛ فهي ليست مجرد مغذيات، بل أدوات دقيقة لضبط توازن السكر في الدم وتحسين جودة الحياة وبين أنواعها المختلفة، تبدأ رحلة مليئة بالوعي والاختيار المدروس.
ولا تقتصر هذه الرحلة على الأرقام والملصقات، بل تتطلب فهمًا عميقًا لتأثير كل نوع من الكربوهيدرات على الجسم، فالكربوهيدرات قد تكون داعمة للصحة إذا أُحسن اختيارها، أو سببًا في تفاقم المرض إذا أُهملت قواعدها، مما يجعل المعرفة والتوازن أساسًا للنجاح الغذائي.
تأثير السكريات والكربوهيدرات على مرضى السكري
تلعب الكربوهيدرات والسكريات دورًا مباشرًا في رفع مستوى الجلوكوز في الدم، وهو ما يشكل تحديًا لمرضى السكري، وتناول الكربوهيدرات البسيطة بكثرة يؤدي إلى ارتفاع سريع في السكر، مما يصعّب التحكم في المرض ويزيد من خطر المضاعفات المزمنة.
في المقابل، يمكن للكربوهيدرات المعقدة أن تكون جزءًا من نظام غذائي متوازن، بشرط تنظيم الكمية وتوزيعها على مدار اليوم، وهذا النوع يساعد في تحسين السيطرة على السكر ويعزز الصحة العامة عند دمجه ضمن خطة غذائية مدروسة.
الفرق بين السكريات والكربوهيدرات
الكربوهيدرات تشمل مجموعة واسعة من المركبات مثل السكريات والنشويات والألياف، وتُعد المصدر الأساسي للطاقة، فعند تناولها، تتحول إلى جلوكوز يُستخدم لتغذية الخلايا والوظائف الحيوية.
أما السكريات فهي نوع محدد من الكربوهيدرات، وتتميز بسرعة الهضم والامتصاص، مما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم، لذلك يُنصح بالاعتدال في تناولها والتركيز على الكربوهيدرات المعقدة لتحقيق توازن غذائي صحي.
كيف تؤثر السكريات على مستوى السكر في الدم؟
تُهضم السكريات بسرعة وتتحول إلى جلوكوز يدخل مجرى الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى السكر، خاصة عند تناول السكريات البسيطة، وهذا التأثير السريع يشكل تحديًا لمرضى السكري في الحفاظ على استقرار مستوياتهم.
و قد يجهد الارتفاع المفاجئ في السكر البنكرياس ويزيد من مقاومة الأنسولين، مما يفاقم الحالة الصحية، لذا، يُنصح بتقليل السكريات المضافة والاعتماد على الكربوهيدرات المعقدة التي تُهضم ببطء وتدعم التحكم الغذائي.
الكربوهيدرات البسيطة مقابل المعقدة لمرضى السكري
الكربوهيدرات البسيطة مثل السكر الأبيض والمشروبات الغازية تُهضم بسرعة وتسبب ارتفاعًا مفاجئًا في سكر الدم، مما يجعلها غير مناسبة لمرضى السكري، والإفراط في تناولها يزيد من خطر المضاعفات ويضع عبئًا على الجسم.
أما الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والبقوليات فتُهضم ببطء وتُطلق الجلوكوز تدريجيًا، مما يساعد على استقرار مستويات السكر، فإن إدراجها في النظام الغذائي يعزز التحكم بالسكري ويُعد خيارًا صحيًا ومستدامًا.
الكمية الموصى بها يوميًا من الكربوهيدرات لمرضى السكري
تختلف الكمية الموصى بها من الكربوهيدرات حسب الحالة الصحية لكل فرد، لكنها غالبًا ما تتراوح بين 45 إلى 60 غرامًا لكل وجبة، وتوزيع هذه الكمية على مدار اليوم يساعد في الحفاظ على استقرار سكر الدم.
وينصح الخبراء بتناول ما بين 135 إلى 180 غرامًا يوميًا، مع التركيز على الكربوهيدرات المعقدة، مع مراجعة أخصائي تغذية ضرورية لتحديد الكمية المناسبة وضمان توافقها مع احتياجات الجسم ونمط الحياة.
مصادر السكريات المخفية في الطعام
توجد السكريات المخفية في العديد من المنتجات غير الحلوة مثل الصلصات، المعلبات، والخبز الأبيض، وتُدرج تحت أسماء متعددة مثل الجلوكوز والفركتوز، مما يصعّب التعرف عليها بسهولة.
وتناول هذه السكريات دون وعي قد يؤدي إلى تجاوز الحد اليومي الموصى به، خاصة لدى مرضى السكري، لذلك، يُنصح بقراءة الملصقات الغذائية واختيار المنتجات الطبيعية أو التي تحمل عبارة "بدون سكريات مضافة".
كيفية اختيار كربوهيدرات صحية وآمنة
لاختيار كربوهيدرات صحية، يُفضل التركيز على الأنواع المعقدة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والخضراوات، وتجنب الكربوهيدرات البسيطة المكررة التي ترفع سكر الدم بسرعة.
قراءة الملصقات الغذائية وتحديد كمية السكر والألياف في المنتج أمر أساسي، إلى جانب اختيار الأطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض، ودمج الكربوهيدرات مع البروتين والدهون الصحية يعزز الشبع ويساعد في ضبط مستويات السكر بفاعلية.