في مشهدٍ يختزل عبق الماضي، تقف أطلال سوق القضيمة القديم جنوب محافظة رابغ شامخةً كأنها تحرس ذاكرة الزمن، وتروي حكاية مكانٍ كان يومًا ما مركزًا تجاريًا نابضًا بالحياة.

وتتجلى وسط البيوت الطينية المتشققة والمحال المتقابلة، ملامح زمنٍ كانت فيه القضيمة مركزًا اقتصاديًا نابضًا، تستقطب القوافل القادمة من مكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع، وتحتضن الأهالي في حركةٍ يومية لا تهدأ.

وكان السوق قلبًا اقتصاديًا للمنطقة، تتوزع فيه المحال الطينية على صفّين متقابلين، وتُعرض فيه الحبوب والتمور والأقمشة وأدوات الصيد، في مشهدٍ يعكس هوية أهل البحر والبر.

وعلى الرغم من بصمات الزمن التي تركت أثرها على المكان، لا تزال بعض الدكاكين تحتفظ برفوفها وأبوابها الخشبية، شاهدةً على بساطةٍ أصيلة وجمالٍ صنعته الأيدي الحرفية.

ويظل سوق القضيمة القديم رغم تسارع وتيرة العمران وتغير ملامح الأسواق، معلمًا تراثيًا حيًا، يجسد ذاكرة تاريخية تربط الأجيال بجذورها، وتروي حكاية مرحلة اقتصادية واجتماعية لا تُنسى.

**carousel[9492942,9492943,9492944,9492945,9492946,9492948,9492950,9492951,9492952]**