close menu

الابراهيمي: لا نهاية للصراع في سوريا إذا رفض الطرفان الحوار

الابراهيمي: لا نهاية للصراع في سوريا إذا رفض الطرفان الحوار
المصدر:
رويترز

ناشد الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية الأطراف الخارجية اليوم الأحد الضغط على طرفي الصراع في سوريا لإجراء مفاوضات محذرا من أن سوريا قد تصبح دولة فاشلة يحكمها زعماء فصائل متناحرة إذا لم تحظ الدبلوماسية بفرصة.

وخلف الابراهيمي في المهمة التي تبدو مستحيلة لإنهاء الصراع في سوريا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي تنحى عنها في يوليو تموز. ويخوض الأبراهيمي حملة دبلوماسية دولية مكثفة لحشد الدعم لخطة سلام.

وقضى الإبراهيمي خمسة أيام في دمشق الأسبوع الماضي والتقى بالرئيس السوري بشار الأسد. ثم زار موسكو حليفة الأسد أمس السبت ووصل اليوم الأحد إلى القاهرة بعد يوم من تصريح الرئيس محمد مرسي بأن نظام الأسد ليس له مجال في مستقبل سوريا.

وقال الإبراهيمي في القاهرة إن المشكلة تكمن في أن الجانبين لا يتحاوران ولهذا تدعو الحاجة إلى مساعدة من الخارج.

وتسلم الابراهيمي خطة السلام بعد تنحي عنان وبعد أن وافقت عليها من حيث المبدأ في جنيف في يونيو حزيران دول تعارض الأسد وأخرى تسانده. وتخلو الخطة من أي ذكر لتخلي الأسد عن السلطة.

وسيطر المعارضون للرئيس السوري خلال الستة أشهر الماضية على الكثير من أنحاء شمال وشرق البلاد. وتقول المعارضة إنها لن توقف إطلاق النار ولن تشارك في أي محادثات إلا بعد رحيل الأسد. كما استبعدت المعارضة خطة السلام إلى حد بعيد.

لكن المبعوث الدولي يقول إن خطة السلام هي الوحيدة المطروحة على الطاولة وتوقع أن تتحول سوريا إلى "جحيم" إذا لم تمارس الأطراف الخارجية الضغط على طرفي الصراع لبدء حوار.

وقال الإبراهيمي للصحفيين في العاصمة المصرية "إن الوضع في سوريا سييء ويسوء ويتفاقم ووتيرة التفاقم تزداد."

وأضاف "البعض يتحدث عن تقسيم سوريا لكن ما سيحدث هو صوملة.. أمراء حرب."

وقتل ما لا يقل عن 45 ألف شخص خلال الأزمة المستمرة منذ 21 شهرا في سوريا.

وينتمي معظم المعارضين للنظام السوري إلى الأغلبية السنية في البلد بينما ينتمي الأسد إلى الأقلية العلوية الشيعية الأمر الذي يضفي بعدا طائفيا خطيرا على الصراع.

ويتزايد اقتناع المعارضة بأن المكاسب التي حققتها في الستة أشهر الماضية تقربها من النصر. لكن قوات الأسد ما زالت تسيطر على جنوب غرب البلاد ذي الكثافة السكانية الكبيرة وعلى الطريق السريع الرئيسي بين شمال البلد وجنوبه وعلى السواحل المطلة على البحر المتوسط في الشمال الغربي.

كما تسيطر الحكومة على قواعد جوية منتشرة في أنحاء البلد وتضم ترسانة أسلحتها طائرات حربية وطائرات هليكوبتر وصواريخ ومدفعية وهي أسلحة لا تملك قوات المعارضة ما يضاهيها.

وحققت قوات الحكومة نصرا أمس السبت بعد قتال استمر عدة أيام حيث سيطرت على حي يغلب السنة على سكانه في مدينة حمص التي تشرف على طريق حيوي يربط دمشق بالمناطق الساحلية.

وقال ناشطون معارضون اليوم الأحد إن عددا كبيرا من الأفراد لاقى حتفه في حي دير بعلبة بعد أن سيطرت قوات النظام عليه. لكن لم يتسن على الفور التحقق من مزاعم عن وقوع "مذبحة". وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت وقائع إعدام 17 رجلا.

وقالت الشبكة في بيان إن الذين أعدموا بينهم شبان ومسنون وإن معظمهم كانوا نازحين فروا إلى دير بعلبة من أنحاء وسط حمص. وصور ناشطون لقطات لجثث ثمانية رجال بها جروح ناجمة فيما يبدو عن أعيرة نارية في الوجه والرأس.

ولم يمكن التحقق من صحة تلك اللقطات نظرا للقيود المشددة التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الإعلام المستقلة في الداخل منذ بدء الانتفاضة في مارس آذار العام الماضي.

وذكر ناشط معارض مخضرم من أهل حمص يدعى نجاتي طيارة وهو على اتصال مستمر بالمدينة في تصريحات لرويترز أن السكان يعتقدون أن القتلى عددهم 260 لكن قوات الحكومة وميليشيات حليفة لها تطوق المنطقة وتمنع الوصول إليها.

وقال إن دير بعلبة شهدت مذبحة وهزيمة لقوات المعارضة التي تفتقر إلى الذخيرة منذ وقت طويل.

وأضاف أن الاتصالات مع المدينة صعبة وأنه يحاول جمع معلومات عما جرى في دير بعلبة. وتابع أن ما عرفه حتى الآن هو أن قوات النظام دخلت الحي بعد انسحاب قوات المعارضة منه وأعدمت عشرات الأشخاص بينهم مدنيون.

وذكر طيارة أن سقوط دير بعلبة يقطع طرق الإمداد إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في المدينة.

وذكر ناشط معارض في البلدة القديمة في حمص يدعى بلال الحمصي أن طائرات حربية قصفت المنطقة خلال الليل وأن صواريخ متوسطة المدى سقطت بمنطقة الخالدية التي يغلب على سكانها السنة وتسيطر عليها قوات المعارضة.

وفي الشمال قال ناشطون من المعارضة إن مقاتلين حاصروا قاعدة للدفاع الجوي قرب مطار حلب جنوبي المدينة الساحلية. ودار قتال في المنطقة وقصفت طائرات حربية مواقع قوات المعارضة قرب القاعدة لمحاولة كسر الحصار.

وفي بلدة اعزاز بالشمال التي قال ناشطون إن 11 شخصا من سكانها قتلوا في غارات جوية هدمت ستة منازل عكف حفارو القبور على إعداد المزيد منها متوقعين سقوط مزيد من القتلى.

وقال رجل من الأهالي يدعى أبو سليمان كان يشارك في حفر القبور في جبانة الشيخ سعد "نعرف أن الطائرات قادمة لتضربنا ولذا نستعد."

وأضاف "تحدث مذابح. ندفن جثتين أو ثلاث جثث معا. نحن نعمل في الحفر منذ السادسة صباحا وسنحفر عشرة قبور جديدة اليوم."

وتابع "نحن نجهزها وربما ندفن نحن فيها."

ووقفت فتاة عمرها 15 عاما على رأسها وشاح أخضر وتضع معطفا قرمزيا تدعى فداء تنظر بينما كان والدها يشارك في حفر القبور. وكان بين القتلى الذين سقطوا أمس بعض صديقاتها اللاتي تعرفت عليهن بعد أن أخرجت الجثث من أكفانها.

وقالت الفتاة الصغيرة "كانت أول مرة أكشف فيها الغطاء أمس لاكتشف أن أصدقائي ماتوا. كنت أوشك على زيارتهم قبل نحو نصف ساعة من الغارة. زرتهم في آخر المطاف بعد أن ماتوا.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات