ودّع الجندى سعود صبيح الشراري الحياة تاركًا على هواتف رفقائه فى مدينة تدريب المدينة المنورة رسالة تدل كل الدلالة على نقاء سريرته وصفاء نفسه وكانت الرسالة قد حملت عبارات تؤكد شعور الشراري بدنو أجله وقرب رحيله فكتبها مودعًا الجميع طالبًا السماح، وقال الشراري فى رسالته «هذا اسمي اليوم معكم وغدًا ربما أغيب عن أعينكم فاعذروني إذا في يوم أخطأت عليكم أو بكلمه جرحت مشاعركم وإن مت فاتركوا قبري دافئاً بدعواتكم».
العبارات خطتها أنامل الجندي الشراري بعد أن أدى صلاة الفجر بالمسجد النبوي الشريف تأهباً لاستلامه وثيقة التخرج ومغادرته مدينة التدريب للأمن العام بالمدينة المنورة متجهًا إلى أهله ومقر إقامته الدائم بمدينة تبوك إلا أن القدر كان أسرع من كل عبارات التسامح والحب الذي سطرها فما هي إلا لحظات وعلى بعد عدة كيلو مترات من مدينة تدريب الأمن العام على طريق تبوك بالمدينة تربصت لهم شاحنة صغيرة تحمل على متنها أكياس أسمنت لتنهى حياته وتصيب زملاءه بإصابات خطيرة نقلوا على إثرها إلى مستشفى الملك فهد.
من جانبهم قال عدد من زملاء المتوفى سعود الشراري حمود وأحمد الحربي وزياد الجهني وفيصل السحيمي إن زميلهم ودعهم بالدموع وطلب منهم التسامح عما بدر منه قبل مغادرته لمدينة التدريب العام، وقالوا إن المتوفى رحمة الله عليه كان سبّاقًا للخير ويتصدق كثيرًا للجمعيات والفقراء وقبل وفاته بلحظات صلى الفجر بالمسجد النبوي، وكان دائمًا يحثنا على الصلاة بوقتها ولا ينام أو يغادر المكان حتى يسامحه أصدقاءه، وأشاروا بآخر رسالة لجوالاتهم من المتوفى.

















































