أفتى عضو مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة أستاذ قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور سعد الخثلان بجواز الإفطار في نهار رمضان لمريض السكر من النوع الأول الذي يعرف بـ«توقف عمل البنكرياس عن إفراز الأنسولين»، إذ يتم علاج السكري من هذا النوع بالأنسولين، ولا يمكن تناول الأنسولين بالفم لأن أنزيمات الهضم في المعدة تفككه، ما يعني وجوب تناوله بالحقن عند غالبية المرضى.
وأوضح الخثلان في محاضرة ألقاها بعنوان «صيام رمضان والسكري» على هامش فعاليات الملتقى الثاني لمديري مراكز ووحدات السكر الذي أقامته وزارة الصحة أخيراً بأن مريض السكر من النوع الثاني «عجز في خلايا البنكرياس» لا يستدعي الإفطار في نهار رمضان، وذلك بسبب أن المريض يستطيع ترتيب أوقات العلاج بين الإفطار والسحور، واستدرك بقوله: «إذا لم يتيسر له ذلك، فإنه يجوز له الإفطار، ولكن عليه الرجوع للطبيب للتأكد من أن حاله تستدعي إفطاره من عدمها».
وأشار إلى جواز الإفطار للمرأة الحامل في نهار رمضان حتى لو لم تكن مصابة بمرض السكر، موضحاً أن الحوامل يتعرضن إلى السكري الحملي ويصيب نسبة ضئيلة من النساء الحوامل، ويظهر مرض السكري عادة خلال الحمل ويختفي بعد الولادة، مؤكداً جواز الإفطار للمرأة المرضعة.
وشدّد على أهمية توثيق العلاقة بين الأطباء وعلماء الفقه والشريعة، والعكس صحيح، لافتاً إلى أن الفقيه أو العالم لا يمكن أن يعطي حكماً شرعياً في مسألة طبية ما إلا بعد الرجوع وأخذ الرأي الطبي، كما شدد على أهمية استمرار مثل هذا التعاون البناء.