في الوقت الذي تسابق فيه هيئة مكافحة الفساد في السعودية الزمن للبدء في تفعيل دورها، ومع مؤشرات ضبط مسؤولين يشغلون مناصب كبيرة وفي ظل توجه الحكومة لتفعيل ذلك لم تتوقف جهود ملفتة لمواكبة ذلك يقوم بها أفراد وكتاب وإعلاميون ولعل من أبرزها وأطرفها مؤخرا موقع إلكتروني أطلق عليه اسم (بورصة الوعود السعودية – ذاكرة السعوديين) وعرف الموقع بأنه "يرصد وعود المسؤولين السعوديين في وسائل الإعلام ومدى الالتزام بمواعيد الإنجاز).
ويأتي تبويب الموقع مؤشرا على الهدف منه حيث يضع أيقونات تخص كافة الوعود التي صدرت من المسؤولين سواء تلك التي لاتزال قيد الإنجاز أو تلك التي لم تنجز وثالثة تعنى بالوعود المنجزة.
ويقول صاحب الموقع ثامر المحيميد "كنت قد نشرت مقالاً مطلع هذا العام 2011 في صحيفة شمس بعنوان (الوعود .. ثروتنا الجديدة).. تحدثت فيه عن وعود الوزراء والمسؤولين السعوديين التي ينثرونها على مسامعنا كل فترة, تحدثت حينها عن بورصة لهذه الوعود ومنذ أن كتبت ذلك المقال وفكرة البورصة جال في ذهني حتى قررت المضي بإنشاء هذا الموقع".
ويضيف المحيميد: "هذا الموقع يقوم برصد أي وعد لأي وزير أو مسؤول سعودي في أي وسيلة إعلام موثوقة ومن ثم وضع عدّاد لهذا الوعد حتى التاريخ الذي حدده المسؤول وعند عدم الوفاء فإن العدّاد يبدأ بالعد من جديد لاحتساب كم فات من الوقت على عدم إنجاز هذا الوعد وعند الإنجاز يتوقف العدّاد".
وفيما يدعو "المحيميد" الجميع لمشاركته الرصد يؤكد: "هذه البورصة هي ذاكرتنا أمام هذا الكم من الوعود غير المنجزة.. عندما أفترض أن هذه الوعود هي ملكنا نحن المواطنين السعوديين.. ولأننا لا نمتلك سوى هذه الوعود فلنتمسك بها جيداً".
وأضاف: "هذا الموقع بلا رأي.. فهو لا يقيم أداء أحد ولا يعلق على تعثر مشروع.. هو فقط عدّاد.. ذاكرة لا تنسى كما نسينا كثيراً في السابق. هنا ذاكرتنا نحن السعوديين" .
ويتيح الموقع للمتصفح رصد الرصد بالشهر والساعة وحتى بالثانية لتلك المواعيد التي لم تنجز والتي أنجزت والتي قيد الإنجاز محددا حتى بدقة تجاوز الموعد حتى لتلك التي أنجزت.
وفيما يتصدر الموقع الوعود التي قيد الإنجاز مثل إنهاء أعمال مشروع الملك عبدالله لإعمار مكة، يأتي في خانة الوعود التي لم تنجز (باللون الأحمر) مشروعين فقط هما الانتهاء من دراسة كادر المهندسين وإنشاء 14 مستشفى، وهو ما يعني أن الموقع مازال في بداية طريقه.
كما يحتفي الموقع بالوعود التي تم إنجازها مثل برنامج (نطاقات) لوزارة العمل محددا المسؤول بوزير العمل، ومشاريع عاجلة لتصريف سيول جدة والمسؤول أمير مكة الأمير خالد الفيصل إلا أنه لا ينسى أن يؤكد أن المشروعين المنجزين تأخرا يوما واحدا عن وعد المسؤول.
