بلغت بطولة العالم لألعاب القوى يومها الرابع اليوم الثلاثاء ولكن المنافسات مازالت تظهر مدى الجدل الدائر بسبب المنشطات.
وهدد العداء الأمريكي جاستين جاتلين بمقاطعة وسائل الإعلام البريطانية في بكين، حيث يشعر بأنها تعامله بشكل ظالم فيما يتعلق بتورطه في تعاطي المنشطات مرتين من قبل.
ورفض الألماني هيلموت ديجيل نائب رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى مقترح يوصي بضرورة ارتداء من يتورط في تعاطي المنشطات ملابس حمراء (صدرية) بدلا من سوداء للتعرف عليه على الفور في المستقبل.
وقال ديجيل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "مثل هذه الاقتراحات ليس ذكية بشكل كاف، لا يمكن تمييز الأشخاص، ينبغي أيضا الأخذ في الاعتبار أن الاشخاص يتعلمون من أخطائهم".
وزادت حده الانفعالات بعد بث فيديو وثائقي يتحدث عن انتشار المنشطات في عالم ألعاب القوى، وكان هناك ادعاءات ضد مدرب مو فرح بطل سباق 10 الاف متر في بطولة العالم، وهي الاتهامات التي تم نفيها، كما عارض البعض فكرة مشاركة جاتلين في بطولة العالم ببكين.
وزاد الاتحاد الدولي لألعاب القوى النار اشتعالا بعد إعلانه مؤخرا عن تورط 28 رياضيا في تعاطي المنشطات، مع إعادة تحليل عينات أخذت خلال بطولة العالم في 2005 و.2007 وفي الوقت الذي أكد فيه أن جاتلين ينبغي معاملته كأي رياضي أخر قضى عقوبته، إلا أن الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو وتوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قالا مؤخرا إنهما على المستوى الشخصي يفضلان تطبيق عقوبة الإيقاف مدى الحياة على جاتلين.
ويعتبر الكثيرون أن جاتلين هو "الوغد" في" سباقات 100 متر، ونتيجة لذلك أعربوا عن ارتياحهم بعد هزيمته امام العداء الجامايكي الشهير اوسين بولت في سباق 100 متر في نسخة بكين.
ويبقى مصدر الاتهامات الرئيسي هو عدم اقدام جاتلين على الاعتذار بشكل كامل، علما بأنه تفادى ثلاثة اختبارات للكشف عن المنشطات أمس الأول الأحد، واكتفى بقول "أنا ممتن"، ولكن مدربه رونالدو نيماياه قال لصحيفة "ذي جارديان البريطانية" أن وسائل الإعلام البريطانية تمادت في رد فعلها.
وأشار نيماياه " جاستين وكذلك أنا نشعر بأن وسائل الإعلام البريطانية والصحفيين قاسية للغاية عليه، لم تصدر أي تصريحات إيجابية بشأنه منذ فترة، كل التوصيفات تتعلق فقط بالمنشطات وتشويه صورته".
وأضاف "وبالتالي من أجل الحفاظ على كرامته الشخصية واحترامه لذاته، فإنه يشعر أنه من الأفضل عدم الحديث اليهم (وسائل الإعلام البريطانية) إنه أمر مؤسف، لكنه تعرض لضرر كبير من خلال الهجوم عليه".
كما تم تسليط الضوء على رامي القرص الألماني روبرت هارتينج، الذي فشل في الدفاع عن الميدالية الذهبية في بكين بسبب الإصابة، وفي العام الماضي طلب من الاتحاد الدولي لألعاب القوى حذف اسمه من القائمة المختصرة لأفضل لاعب قوى في العام، لأن جاتلين متواجد بها.
ولم يتغير موقف هارتينج، حيث نشر تسجيل فيديو مؤخرا بصحبة أخرين على شبكة "يوتيوب" يهاجم فيه الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ونادى بضرورة ارتداء من يتورط في تعاطي المنشطات ملابس حمراء (صدرية) بدلا من سوداء للتعرف عليه على الفور في المستقبل خلال البطولات.
وأشار هارتينج لصحيفة "شبورت بيلد" أن الشركات التليفزيونية ينبغي أن تقاطع المنافسات النهائية، إذا كان أكثر من أربعة من أصل ثمانية متأهلين للنهائي، سبق له التورط في تعاطي المنشطات.
ولكن هناك أخرين نادوا بضرورة توخي الحذر، مثل بطل المشي الألماني كريستوفر لينكه، حيث أنه أعرب عن اعتقاده مؤخرا من خلال العقوبات والانسحابات، بأن المنشطات منتشرة بشكل واسع في روسيا، لكنه رفض ادعاءات تتعلق بان أغلبية الرياضيين تشوبهم شائبة.
وقال لينكه "هذه ليست القصة بكل تأكيد، الأمر نفسه يحدث في منافسات الدراجات، لفترة ما كان الناس يعتقدون أن كل من يشارك في تور دو فرانس يتعاطى المنشطات، لقد تطلب الأمر وقتا طويلا لإزالة ذلك من عقول الناس".
وأعرب عداء المسافات الطويلة ارني جابريوس عن غضبه من الادعاءات المثارة حول أن كل العداءين قيد الاشتباه.
ومن جانبه نفى بولت أن يكون "منقذ" العداءين: بعد فوزه على جاتلين في سباق 100 متر، مشيرا "لقد أظهرت فقط للعالم أنه من الممكن المشاركة في السباقات دون منشطات.

















































