أجمع عدد من أعضاء مجلس الشورى أمس على أن 5 صفات امتلكها خادم الحرمين الشريفين انتصرت لشهداء «حادثة الحرم» وهي: الإنسانية والسرعة والعدالة والشفافية والحزم.
وأكدوا في تصريحات لـ «المدينة» أن إنسانية المليك تجلت في متابعته للحادث وزيارته المصابين وصرف تعويضات وصفوها بـ «الضخمة» لأسر الشهداء والمصابين إلى جانب قرارات أخرى منها استضافة اثنين من ذوي الشهداء لأداء الحج.
وأشاروا إلى أن القرارات السريعة التي جاءت بعد 5 أيام فقط من وقوع الحادث، اتسمت بالعدالة التي يتصف بها المليك والتي تضمن محاكمة عادلة للمتسبب في الحادث وحصول أسر الشهداء على الحق الخاص عبر القضاء.
وأكدوا تعامل المليك مع الحادث اتسم بالشفافية المطلقة منذ البداية من خلال إعلان نتيجة التحقيق خلال أيام معدودة اعقبها قرارات حازمة تضمنت منع مسؤولي مجموعة بن لادن من السفر وإيقاف تصنيفها ومنعها من الدخول في مشروعات جديدة لحين انتهاء التحقيق.
في البداية أكد عضو المجلس الشيخ عازب آل مسبل أن المطلع على البيان الصادر من الديوان الملكي حول نتائج التحقيقات في رافعة الحرم وما اتخذ من إجراءات يعرف مدى حقيقة تطبيق هذه البلاد لأحكام كتاب الله وتطبيق سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتزامها الكامل بالأحكام الشرعية وكذلك الشفافية التي تعتبر المدى في هذا العصر وسرعة التوضيح لأن هذا أمر يهم جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
وأوضح أن هذا الحدث من الأقدار الجارية وأنه ليس فيه من القصد، كما بينت نتائج التحقيق وقد أخذت أهتماماً كبيراً من قبل خادم الحرمين مما يتحمله من مسؤولية كبيرة أمام الله ثم أمام المسلمين في رعايته وخدمته لهذين المسجدين العظيمين وقد اتضح ذلك من خلال وقوفه ومتابعته للحادث شخيصاً وإصراره على الحضور بنفسه وصدور نتائج التحقيقات بهذه السرعة والشفافية وبهذا العدل الذي لم يسبق له مثيل فكم سمعنا من أحداث جرت في كثير من البلدان إلا أنها لم تأخذ مثل هذا الحيز.
وأكد الشيخ عازب أن اهتمام المملكة بهذا الحادث كان له الأثر الكبير على المسلمين وعلى العالم الإسلامي ولاشك أن في كل بيت عزاء لمن فقد في هذا الحادث لأن المسلمين جميعاً كالجسد الواحد والحمد لله على قضائه وقدره، مشيراً إلى أن اللفتة من خادم الحرمين الشريفين بمساعدة المصابين في إكمال حجهم واستضافة اثنين من أهل المتوفى في حج العام القادم له الأثر الكبير وبيانه -حفظه الله- أن كل هذا لايلغي حقهم الشرعي في التقاضي ومحاكمة من كان له علاقة في هذا الموضوع، وهذا أعلى درجات العدل في هذا البلاد المباركة.
من جانبه قال عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله الجغيمان: إن الملك سلمان لم ينتظر تقارير تأتي من هنا وهناك أو غيرها بل ذهب بنفسه ورأى الحدث في وقت قياسي وهو بحد ذاته يعطي المقدار للمسؤولية التي يشعر بها خادم الحرمين الشريفين تجاه الحرمين، والقرارات التي صدرت لم تتناول فقط ظواهر المشكلة بل عالجت تواجد المشكلة وما سيكون في المستقبل وعلاج المشكلة وزيارة المرضى والأخذ بخاطرهم لهو قمة الاهتمام وكذلك التعويضات التي تعتبر تقديراً رمزياً من الحكومة لأسر الضحايا.
وقال الجغيمان: إن القرارت الصارمة التي صدرت بحق الجهات التي أخطأت ولم يعد هناك أن ننتظر تقارير مطولة بل إنه خلال أيام صدر التحقيق وقرار المعالجة وفيه نوع من الحزم من الجهة بضرورة الاهتمام بسلامة الناس وجودة العمل الذي يقوم به وفيه تحذير لكل الجهات الأخرى أنه لن يكون هناك أي تهاون أو تباطؤ في اتخاذ إجراءات حازمة قوية ولابد أن نكون متعاونين في مصالحة الوطن.
مبيناً أن المنهجية المتبعة من قبل خادم الحرمين الشريفين فيها الشفافية بكل معانيها وحتى الملاحظ أن التقرير واحد وهو المعلن وليس هناك شيء خفي بل كان هناك وضوح كامل أن ماحصل كان خطأ والمقاول وهو الجهة المنفذة لم يكن لها أي مجاملة رغم كبر مشروعاتها وما تقوم به.
بينما قال عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل ناجي: إن قرارات خادم الحرمين الشريفين كان فيها العدل وهذا ليس مستغرباً من قائد الحزم، وأكد للعالم مقدار هذه القرارات وأن المملكة جديرة بأن تحمل راية الإسلام وأنها تفتخر باحتضانها أقدس بقعة على وجه الأرض والحقيقة أن القرارات التي صدرت وعالجت هذا الحادث لم تكن مستغربة من ملك الحزم فقد تعودنا مثل هذه القرارات التي تتسم بالوضوح والعدل والدقة وعالجت الجوانب الإنسانية بدفع التعويضات لأهالي المتوفين والمصابين، كما عالجت قصور الجهات المنظمة والاستشارية وحتى لاتعود مثل هذه الحوادث مستقبلاً والحقيقة عندما وجه وزارة المالية بالتعامل مع الجهة المعنية بمراجعة جميع المشروعات التي تنفذها نلاحظ أن هذه القرارات عالجت مشكلة من الجانب الفني والتنظيمي وقبل هذا من الجانب الإنساني.
وأشار آل ناجي إلى أن قرارات الحزم جاءت مرتكزة على المعلومات الدقيقة في مهارت لجنة التحقيق المشكلة والقرارات كانت حازمة وسريعة ولها أيضاً جانب إنساني كانت بدايته حين ما زار خادم الحرمين الشريفين مكان الحادث ثم المصابين في الستشفيات وهو مايعبر عن الجانب الإنساني للمملكة العربية السعودية وهذا هو نهج هذه الدولة المباركة بأن الحرمين الشريفين لها مكانة خاصة وما تقوم به الدولة من عناية بهذه الأماكن والحمد لله. إن هذه المشكلة أخذت حقها من الحل المناسب وهذا يدل على القدرة القيادية والإدارية في المملكة.

