قبل عقد من الزمان، وجد الأهلاويون في الصربي نيبوشا فيكوفيتش حلاً لإيقاظ المارد الغارق في سباته، في تجربة محفوفة بالمخاطر، في منتصف موسم، ومدرب لم يحضر إلى السعودية من قبل، رغم أنه كان في الجوار وتحديداً بسلطنة عمان.
أول مهام الرجل الصارم كانت تصعيد جيل جديد من اللاعبين لخدمة الأهلي، برز في تلك الفترة ياسر المسيليم وتيسير الجاسم ومحمد عيد وجفين البيشي وتركي الثقفي، وبالتأكيد إبراهيم هزازي.
مستويات هزازي، الظهير السريع والمهاري، وحاد المزاج أحياناً، جعلته يمتلك الرواق الأيمن في فريقه، واصل تألقه وكان أحد العناصر التي جلبت لأهلي جدة بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد في 2007، ليختاره البرازيلي أنجوس ضمن القائمة التي ستغادر إلى شرق القارة لخوض نهائيات كأس آسيا 2007، لعب حينها هزازي أولى مبارياته الدولية أمام الإمارات، لكنه بعد ذلك تعرض إلى الإصابة التي أبعدته عن الأخضر.
عاد هزازي ورحل نيبوشا، وظهر هزازي بشكل مغاير رغم أن مستواه الفني كان مقبولاً، إلا أنه أصبح صديقاً للبطاقات الحمراء وافتعال المشاكل مع الخصوم داخل أرض الملعب، أو حتى مع زملائه مثلما حصل مع صاحب العبدالله ذات يوم في مباراة ودية، وبعد سلسلة من الإجراءات التأديبية والتحويل إلى تمارين الفريق الأولمبي، وصلت قصة هزازي مع أخضر جدة إلى نهايتها، لكن في حالة هزازي كان الأمر مختلفاً.
وقع هزازي مخالصته مع الأهلي، وتوجه مباشرة إلى الغريم التقليدي، الاتحاد، تحدث كثيراً عن الضغوطات التي واجهها والاتهامات التي تُلقى عليه، وبدأ بشكل جيد وكان مساهماً في آخر فوز اتحادي على الأهلي ببطولة الدوري عندما لعب كرة عرضية لشقيقه نايف، حرمت الأخضر من بطولة ذلك الموسم.
في 2012-2013، تصدر هزازي الأخبار بمشاجرته الشهيرة مع منصور الحربي في نصف نهائي دوري الأبطال الآسيوي، وأتبع ذلك بتصريحات تلفزيونية هاجم من خلالها إدارة الأهلي ولاعبيه، وما هي إلا أشهر قبل أن يخرج عن النص من جديد، وتوقفه إدارة الاتحاد بعد الهزيمة من الهلال برباعية حتى نهاية الموسم، لكنه فضل توقيع المخالصة وترك النادي بعدما سحب شكواه من لجنة الاحتراف، ورحل بعدها إلى الاتفاق.
تجربته الاتفاقية لم تصل نصفها قبل أن تنتهي، قيل حينها بأن شرارة الخلاف بين الطرفين كان بعد ما تم تداوله حول إساءة هزازي لطفل في الملعب، لكنه أكد بأن الدفعات المالية المتأخرة التي طالب بها إدارة عبدالعزيز الدوسري كانت السبب بذلك القرار، لينتقل إلى العروبة، وفي أول مباراة له يتعرض إلى قطع بالرباط الصليبي، ومن جديد يوقع المخالصة المالية.
مطلع الموسم الجاري أكد هزازي انتقاله إلى رومانيا، لكن تلك التجربة انتهت مبكراً دون إبداء أسباب واضحة، رحل بعدها إلى نجران المتعثر في الدوري المحلي، والأسبوع الماضي تم إيقافه من قبل لجنة الانضباط بسبب تلفظه على رجل أمن، وبالأمس وقع هزازي مخالصة جديدة، ليبحث عن ناديه السادس خلال 4 أعوام.

































