أدت المزاعم المتعلقة بانتهاك "أوبر تكنولوجيز" لحقوق السيدات إلى الإضرار بسمعتها وباسم العلامة التجارية بين المستثمرين والعملاء والمطورين، وباتت الفضائح المتلاحقة تهدد قدرة الشركة على جمع المزيد من التمويل، لتتجه أنظار المستثمرين إلى منافستها "ليفت".
وأشير في وقت سابق إلى أن "أوبر" بطبيعة الحال أنفقت كثيرًا من المال، بعدما حققت نحو 2.8 مليار دولار خلال عام 2016 فقط، للحفاظ على حصتها من السائقين والعملاء.
هذا وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادرها اليوم أن المؤسس المشارك لـ"أوبر" "ترافيس كالانيك" استقال من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة، بعد تلقيه خطابًا من خمسة من كبار مستثمري الشركة، ومن بينهم شركة رأس المال المغامر "Benchmark” يحثونه على الاستقالة.
ووفقًا لتقرير لـ"سي.إن.بي.سي" فإن الاضطراب وتباين الأداء جعلا "أوبر" محل تساؤلات عدة، لعل أبرزها وأكثرها منطقية الآن: ماذا سيحدث لو لم تطرح للاكتتاب العام وفشلت في جمع مزيد من التمويل؟ وبقول آخر هل تختفي؟
من المتضرر؟
- يقول المؤسس المشارك لشركتي "Waze" و"Moovit" "يوري ليفين" إنه لا ينبغي القلق بشأن المستثمرين فيما يتعلق بما تتعرض له "أوبر" وإنما يجب القلق بشأن الموظفين والسائقين والمستخدمين.
- بدأت "أوبر" نشاطها منذ 7 سنوات ويعمل لديها الآن 12 ألف موظف بدوام كامل، بالإضافة إلى ملايين السائقين الذين يعتمدون على المنصة لإيجاد زبائنهم وتحديد أجرتهم وكسب عيشهم، إلى جانب عشرات الملايين من المستخدمين.
- إذا انهارت "أوبر" سيفقد الموظفون أسهمهم في الشركة، وسيشكل كل من الموظفين والسائقين إضافة جديدة لبيانات البطالة، بينما سينتظر العملاء شركات أخرى لملء الفراغ في خدمات النقل.
- يقول المستثمر التكنولوجي والشريك الإداري لحوالي 500 شركة ناشئة "بيدي يانغ": إذا فشلت "أوبر" فإن المستثمرين لن يصابوا بأذى فقط في حال دفعوا ثمنًا باهظًا مقابل أسهمهم.
- بشكل عام، إن فعلوا هذا حقًا فإنه ليس كافيًا كي ينجح الاستثمار، وعمومًا تعلم المستثمرون الدرس من فقاعة "دوت كوم"، ولم يعد أحد يضع رهانه كاملًا على شركة واحدة.
الاستثمار المغامر
- من بين مستثمري "أوبر" شخصيات من شركات تكنولوجية ضخمة مثل "جوجل" و"مايكروسوفت" وشركت مالية مثل "Lowercase Capital" و"NEA" و"TPG Growth" و"جولدمان ساكس" و"بلاك روك" وحتى مشاهير من عالم الفن.
- قال أحد مستثمري "أوبر" وهو "شون كارولان" لا أستطيع القول إن مصير "أوبر" لن يؤثر على نفسية المستثمرين على الإطلاق، لكنهم يرون المشهد من منظور أوسع يشمل الشركات الكبرى بمختلف فئاتها والصفقات ذات المخاطر والمكاسب الهائلة.
الخوف من المخاطرة
- قال مدير وحدة الابتكار بـ"دايملر تراكس" في أمريكا الشمالية "لوري هاينو روير": تتمثل مخاوفي حال انهيار "أوبر" فجأة في أن الشركات الأمريكية سيكون لديها ذريعة لعدم تحمل المخاطر فيما بعد.
- قد تكون "أوبر" اقترفت بعض الأخطاء لكنها أشعلت التنافسية في الأسواق، الأمر الذي مثل حافزًا قويًا للشركات في جميع المجالات، بدءًا من صناعة السيارات ووكالات النقل العام إلى الشركات الناشئة في خدمات النقل والسفر.
- لن تتجاهل الشركات الناشئة الموارد البشرية والتنوع بعد الآن بفضل مشكلة "أوبر"، وبغض النظر عن النتيجة النهائية لما يجري الآن فتجربة الشركة تؤكد أن لا تغاضي مجددًا عن هذه المقومات التي تأكد أهميتها للأعمال.
- لا يمكن استخدام النمو السريع كذريعة لتبرير لعدم الاهتمام، وإذا كانت نتيجة ما تعانيه "أوبر" في النهاية هو خروجها من السوق، فإن الدرس سيكون أكثر وضوحًا كما سيكون أكثر قسوة.