بدأ مكتب العمل في المنطقة الشرقية، في تعيين فتيات في مهنة «كاشيرة»، في مدينة الدمام، بعد أن تم الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت مدينة الخبر، وتم تعيين نحو 9 فتيات فيها، موزعات على محال بيع للمواد الغذائية (كارفور) وباشرت الموظفات اللاتي تقدمن للمهنة عملهن قبل نحو ثلاثة أسابيع، وسط ارتياح من قبلهن، على حد تعبير بعضهن. وأشارت إحدى الموظفات، والتي بدأت عملها في المحل، إلى أنها «لم تلق تشجيعا في بداية الأمر، لأنه لا يوجد متقدمات على المهنة في مدينة الدمام بكثرة، ما قلل من فرصة قبول أهلها للعمل، والالتحاق للتدريب على هذه المهنة، ولم أوافق على العمل إلا بعد أن تعرفت على طبيعة العمل من الفتيات اللاتي تم تعينهن في المرحلة الأولى، وكانت تجربتهن بعد مرور نحو خمسة شهور مثمرة، ولم يجدن ما يمكن أن يقلل من شان المرأة في العمل، ولم يتعرضن إلى أي نوع من المضايقات»، مضيفة «ذهبت بنفسي ووالدي للاطلاع على الفتيات أثناء عملهن، ولاحظنا أنهن يعملن ضمن أطر معينة، كما أنه يوجد فواصل، أي عوازل، مابين الكاونتر والكاونتر الآخر، ويتم فصل العزاب عن العائلات، ما يجعل التعامل غالبيته مع النساء، كل ذلك حفزني للالتحاق في العمل في هذه المهنة، خصوصاً أنه يوجد شواغر فيها في مراكز مبيعات ضخمة في مدينة الدمام».
من جهته أوضح مشرف إداري في مركز كارفور في مدينة الدمام، أحمد إسماعيل، لـ «الحياة» أن «عملية التوظيف تمت بالتنسيق مع مكتب العمل في المنطقة الشرقية، بعد أن انتهينا من تعيين فتيات في مركزنا في الخبر، وكانت نواة التجربة هناك، وبعد مرور ثلاثة شهور وأكثر، لاحظنا أن النتائج إيجابية، ولا يوجد استغراب من قبل الزبائن، بل على العكس، كان تجاوب العائلات جيداً وبالمستوى المأمول، لذا تقدمنا بطلب موظفات من مكتب العمل، الذي زودنا بمجموعة أخرى ليتم تعيينهن في مركز مدينة الدمام، ونكون بذلك بدأنا في المرحلة الثانية، في تعيين كاشيرات في المنطقة الشرقية». يشار إلى أن مسألة توظيف المرأة في مهنة كاشيرة أخذت جدلاً واسعاً، بعد أن تم تطبيق التجربة في مدينة جدة، وتمكنت عشرات الفتيات من العمل هناك، حيث صدرت فتاوى تحرِّم، وأخرى تجيز ضمن ضوابط شرعية، وبدأت طالبات العمل مجدداً في التقدم على المهنة للالتحاق بها، وسط قبول ديني ومجتمعي، ولاقت التجربة استحساناً من قبل المجتمع بعد موجة اعتراضات.
